نيروز الإخبارية : ظهر السباح العالمي مايكل فيليبس لأول مرة في دورة الألعاب الأولمبية لعام 2016 في ريو دي جانيرو، ولاحظ المتفرجون شيئاً غير اعتيادي بشأن السباح الحائز على الميدالية الذهبية، وهو وجود كدمات أرجوانية مستديرة على ظهره، يبلغ قطرها بضع بوصات. وأكد فيليبس أنه لجأ إلى العلاج بالحجامة؛ وهو العلاج الذي أصبح يعتمد عليه قبل غالبية المنافسات التي يخوضها.
والعلاج بالحجامة موجود منذ قرون؛ حيث اسُتخدمه الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم، ولكن في الآونة الأخيرة، أصبح عدد من الرياضيين والمشاهير يلجأوون إليه، مثل: لاعب الجمباز الأمريكي أليكس نادور، والنجم جاستن بيبر، وديفيد أركيت؛ لما له من فوائد بالغة للرجال بشكل خاص، وللصحة العامة للنساء والرجال بشكل عام.
إليكِ فوائد الحجامة للرجال في المقال الآتي.
كيف يعمل العلاج بالحجامة؟
في أثناء العلاج بالحجامة، يقوم اختصاصيُّ الوخز بالإبر بنقع كرة قطنية في الكحول الطبي ويشعلها داخل كوب زجاجي، ثم يزيل الشعلة ويضع الكوب بسرعة على جلد المريض؛ ما يخلق فراغاً يسحب أنسجة الجلد. وعندما يتم حصر الهواء الساخن في الوعاء، يبدأ الهواء الداخلي في البرودة؛ ما يؤدي إلى تقلص الجلد.
ما فوائد العلاج بالحجامة؟
الحجامة تسحب الدم من الأوعية الدموية إلى الأنسجة ما يخلق حالة استجابة التهابية من جهاز المناعة
يقول المدافعون عن الحجامة إن هذا التمدد والتقلص للجلد هو ما يجعل الحجامة فعَّالة؛ لأنها تزيد من تدفق الدم، ويقول هومان دانيش، أستاذ مساعد في طب التخدير وإعادة التأهيل في مستشفى ماونت سيناي، الذي كثيراً ما يجمع بين الحجامة وتقنيات علاج الآلام السائدة: «إن تدفق الدم هو طريقة الجسم للشفاء بشكل طبيعي، وزيادة تدفق الدم يمكن أن يكون مفيداً لبدء أو استئناف استجابة الشفاء الضعيفة».
وصرح ريد بلاكويلدر، الرئيس السابق للأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة، أنه يمكن أيضاً التفكير في الأمر على أنه «التهاب معقم»؛ وذلك لأنَّ عملية الحجامة تسحب الدم من الأوعية الدموية إلى الأنسجة، ويعتقد جسدك أنه مصاب؛ لذلك يبدأ الاستجابة الالتهابية، ويحشد الأجسام المضادَّة في المنطقة لمحاولة التئامها.
وقد يكون هذا هو السبب في أن الحجامة تُوصف لعلاج الكثير من الحالات القائمة على الألم. وإلى جانب تعزيز التعافي الرياضي، فقد تمَّ استخدام الحجامة أيضاً لإدارة أشياء مثل آلام أسفل الظهر والتهاب اللفافة الأخمصية والفيبروميالجيا.
وبالنسبة للرياضيين الذين لم يُصابوا بأذى، يُعتقد أن زيادة تدفق الدم من الحجامة يساعد في إصلاح ألياف العضلات بعد التمرين الشاق. هذا، وتساعد الحجامة في علاج الكثير من الحالات الطبية الأخرى، مثل:
1- أمراض الرئة، مثل السعال المزمن والربو واحتقان الشعب الهوائية والتهاب الجنبة.
2- تخفيف مشكلات الجهاز الهضمي الناتجة عن الإجهاد المزمن أو سوء التغذية أو استجابة الجهاز المناعي.
3- شفاء أمراض المسالك البولية مثل حصوات الكُلَى واحتباس البول والخراج، حيث يتم علاج احتباس البول عن طريق وضع الكؤوس على منطقة أسفل الظهر.
مخاطر العلاج بالحجامة
المخاطر المرتبطة بالعلاج بالحجامة طفيفة، وتشمل كدمات ملحوظة تحدث بسبب تلف خلايا الدم، وهو جزء طبيعي من العلاج ويكون عادة غير مؤلم.
هل العلاج بالحجامة فعَّال؟
اقترحت دراسات منفصلة أنَّ العلاج بالحجامة قد يساعد في تقليل الألم المرتبط بحالات مثل متلازمة النفق الرسغي وآلام أسفل الظهر المستمرة وآلام الرقبة المزمنة.
وعلى الرغم من أن العلم الحقيقي وراء الحجامة لا يزال ضبابياً؛ فإنَّ الرياضيين، مثل فيليبس، يواصلون استخدامها للمساعدة في تسريع تعافيهم.
لذلك إذا كنتِ ترغبين في إعطائها فرصة؛ فابدئي بأولى جلسات الحجامة، ولكن فقط اعتبريها خطوة ثانية إذا كنتِ لا تشعرين أنك تحصلين على راحة من العلاج التقليدي مثل العلاج الطبيعي أو الأدوية التي أوصى بها طبيبك.
مع ذلك، إذا كنتِ تعانين من اضطراب النزيف، أو كنتِ تتناولين دواءً مثل الإسبرين أو الإيبوبروفين حيث يكون النزيف من الآثار الجانبية المحتملة؛ فقد ترغبين في تخطي الحجامة، وذلك لأنها يمكن أن تتسبب في مزيد من الضرر للأوعية الدموية.