قال مقرر اللجنة القانونية في مجلس النواب الدكتور غازي الذنيبات، إن إيمانه امطلق بأن "السجون خلقت للمجرمين ولم تخلق للمفلسين".
وأكد الذنيبات في منشور له، عبر الفيسبوك الخميس، أن يفلت ألف مجرم من العقاب، خير من يسجن مظلوم، أو مفلس، أو مدين لا يملك ما يحول بينه وبين الحبس.
وأضاف، "أن مقولة (بس ينسجنوا بدبرا حالهم) هي عبارة ربما قالها شيلوك تاجر البندقية، في القرون الوسطى، وتوارثها من جاؤوا بعده، من أشياعه، وأتباعه"، مشيرا إلى أن "هناك كثير من التجار الطيبين، المحترمين، والمؤسسات الخيرية، والمدارس والجمعيات غير الربحية قد تضرروا من هذا القانون، ولهؤلاء نقول: لكل قانون ضحية، ولا بد مما ليس منه بد، وما فاتكم اليوم قد تجدوه غدا، إذ لا يذهب العرف بين الله والناس.. قرأت في كتاب الله: (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون).
ووفق الذنيبات، قبل الإسلام وربما بعد الإسلام بخمسة عشر قرنا قال أحدهم لمدينه إذا حل عليه الدين: "إما أن تقضي وإما أن تربي" (من الربا)، وطالما أن المدين تحت سوط الحبس فإنه يكون مسلوب الإرادة، وسيربي ويربي حتما".
وأضاف، "إن المفلسين والمحرومين، والمشردين عن وطنهم في أصقاع المعمورة، ومن جارت عليهم الأيام، هم الأولى بالرعاية والاهتمام، من مؤسسات الإقراض، والربح الفاحش، والربا الفاحش، وأؤلئك المترفين المنشغلين بحسابات الربح والخسارة، منوها الى أن كل دول العالم تخلت عن وظيفة الدولة الحارسة للحقوق المدنية، وأصبح حبس المدين المطلق وصمة، وليس ميزة".
وبين الذنيبات، "رغم كل التهذيب والتشذيب الذي أدخل على قانون التنفيذ، وعقوبات الشيكات فلا زلت أشك في قدرة الحكومة على تنفيذ البقية الباقية لأسباب مادية (قدرة السجون على الاستيعاب)، وأسباب معنوية، وأخلاقية لا تحصى، مموضحا أن الدائنين الذين يتحدثون عن نصابين ومحتالين أكلوا حقوق الناس وهربوا بها، يعلمون حقيقة أن هؤلاء قلة قليلة، وأن هؤلاء يتنعمون في منأى من القانون والعدالة ولن يطالهم حبس المدين أصلا".
وختم : " لقد قاتلت من اجل الغاء الجلوة العشائرية، كما قاتلت من اجل الغاء حبس المدين، وان يشمل كل المدينين، وكل الجاليين المشردين بلا استثناء، وما أنجز في هذا شرف لا أدعيه لنفسي، فهناك كثير من الخيرين سعوا، وكنت مجرد عود في حزمة أعواد، ولا زلت مقتنعا أن كل مدين يدخل السجن مستقبلا ممن لم يشملهم الغاء الحبس، وكل مشرد عن بيته سيظل هما، ووجعا لا بد من الخلاص منه".