ضمن أمسياته الشعرية وبحضور مدير البيت فيصل السرحان، استضاف بيت الشعر في المفرق الشاعر الدكتور فريد سرسك والشاعر المهندس سمير القضاة في أمسية شعرية تجلت بها روعة الشعر وجماليات الصورة وإبداع الشاعر في صياغة جملته الشعرية بأسلوب إبداعي.
وأدار الأمسية التي أقيمت مساء السبت 30/7/2022 الصحفي عمر ابو الهيجاء الذي ابتدأ حديثه بالإشادة بمبادرة بيوت الشعر التي أطلقها ورعاها راعي الأدب سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة، الذي وضع نصب عينه رعاية الأدب والثقافة والفنون في الوطن العربي الكبير .
الشاعر سمير القضاة قدم مجموعة تفيض وجدانية عبر من خلالها عن تجربته الشعرية وثقافته المرتبطة بالإنسان والأرض ، ومما قرأه قصيدة ( أردن) التي يقول بها :
أردنُّ، قلبي إنْ تشأ، عيناكا
فيهِ أراكَ، ولا أرى إلّاكا
وثَبتْ إلى شفتيَّ ومضةُ شاعرٍ
فتوسّعتْ حضنًا، لكي يَلقاكا
واللهُ يشهدُ، كم عشقتُ جدائلًا
وبقيتُ قيسًا، يشتهي ليلاكا
أردنُّ، إنَّ العمرَ، عمرٌ واحدٌ
لا كانَ، إنْ أنفقْتُهُ بسِواكا
تنسلُّ من بين الأصابعِ رعشةٌ
عبّأْتُ فيها مَنْسَفًا وشراكا
يا موطني، وأنا بروحكَ نُطفةٌ
قل لي عن اسمِكَ، كي أدلَّ أباكا
بلّوطَتانِ، تُظلّلانِ جوارحي
أمي، أبي... صِرنا هنا نُسّاكا
تتمدّدُ الذكرى على طرقاتِنا
ما أطولَ العشقَ الذي يهواكا
العينُ تفتحُ في الصباحِ لشمسِها
لكنَّ شمسَكَ، لا تُضيعُ مَساكا
أردنُّ، يا عشبًا لقُطعانِ النوى
حتى الغيابُ، نظنُّهُ مَرعاكا
لو صُبَّتِ الدنيا بكفّيَ موطنًا
لاخترتُ قطْرتَكَ التي ترضاكا
ويظلُّ هذا النهرُ نهرًا صافيًا
لتُغَسِّلوني، كالشهيدِ هُناكا
بعد ذلك، قدم الشاعر الدكتور فريد سرسك نبضه الشعري ممزوجا بالمشاعر النابعة من عمق الروح، تجربة شعرية خلابة قدمها خلاصةً لرحلة العمر حيث قرأ نصوصا جديدة من أخر إبداعاته ، ومنها :
ما الشعر إلاك ماذا تفعلين به
وكيف تطلب نفسٌ نفسَها كيفَ
إن نمتُ عنكِ فطيفٌ منكِ يوقظُني
حتى إذا نام، روحي توقظُ الطيفا
قد جئتِ ضيفاً على روحي وجئتُ أنا
ضيفا عليكِ فقومي أكرمي الضيفا
روحان نحن ونبعٌ واحدٌ أبداً
إن جفَّ شِعْبٌ سقاه الشعب ما جفّا
يا طائراً مغمضَ العينين في حذرٍ
إذا صحوتُ صحا أو إن غفوت غفا
آنستُ منه بياضَ الروح في رَشَدٍ
لو لم يكن منه إلا ذكَ كانَ كفى
يا قهوتي وابتسامي في الصباح ويا
لحنَ العصافير في ناي الضحى عَزَفا
قد كان مختبئاً في الغيب مستترا
والآن أسفَر وجهُ الغيب وانكشفا
يا حامل البدر فوق الوجنتين سنا
أخشى إذا أُغمضتْ أجفانكَ انكسفا
شددتُ روحي إلى روحي بمئزرِهِ
فكلما انعطفتْ روحي له انعطفا
إذا اختلفنا فرأي العقل مختلف
حينا ولكن رأي القلب ما اختلفا
سل المقادير إذ آلت تُجمِّعُنا
كيف التقينا معا في عينها نطفا
الله قدرنا من بعد مسغبة
أحلى مذاقٍ ومن ذاق الهوى عرفا
جمهور بيت الشعر كانوا في المكان يتابعون روعة القاء القصائد بكل شغف ومحبة .