ربما تحرص أغلب الأمهات على مبدأ المساواة حين يتعلق الأمر بطريقة تنشئتها لأطفالها وتعاملها معهم، حيث تكون رغبتها التعامل معهم جميعا بنفس الأسلوب والمشاعر.
وبالرغم من محاولة الأمهات الالتزام بذلك النهج، لكن أحيانا تجبرهن الظروف على تمييز البعض من أطفالهن، سواء بقصد أو دونه، لكن هذا هو ما يحدث بطبيعة الحال أحيانا.
والحقيقة التي يجدر بك أن تعلميها أنك لا تعاملين كل من تعرفيهم في حياتك عموما بنفس الشكل، لأن لكل شخص طابعه الخاص، على صعيد السمات والاحتياجات، وبالتالي: لِمَ تفرضين على نفسك تلك التوقعات غير الطبيعية حين يتعلق الأمر بتعاملك مع أطفالك؟
بحسب تأكيد الدراسات والبحوث التي أجريت بهذا الخصوص، فإنكِ حتى وإن حاولتِ أن تتعاملي بنفس الطريقة مع جميع أطفالك، فإنك لن تتمكني من ذلك، والحقيقة هي أن معظم الآباء والأمهات ينتهي بهم الحال إلى التعامل بطريقة مختلفة مع كل طفل من الأطفال، حتى وإن حاولوا انتهاج مبدأ المساواة والعدالة، وبالمناسبة هذا الأمر ليس سيئا على الدوام، خاصة لو كان نمط الأمومة يركز على منح ما يحتاجه كل طفل لينجح.
وفي مقابل ذلك، تكون هناك أحيانا بعض الظروف التي لا يمكننا التحكم فيها مثل ترتيب ولادة الأطفال، الاحتياجات الخاصة وجنس المولود، حيث إنها قد تلعب دورا بشكل أو بآخر في تحديد تعامل الأم مع أطفالها، وفي الوقت نفسه، يكون لزاما عليها أن تنتبه للمخاطر التي قد تحدث في كل سيناريو من هذه السيناريوهات، حتى لا تحدث مشاكل.
- تأثير ترتيب الولادة
قد يكون لترتيب الولادة تأثير على طريقة تعامل الوالدين مع أبنائهم، فمثلا قد يكون الطفل الأول هو الطفل المدلل لدى والديه، ويكونوا أكثر حماسًا واهتمامًا للعناية به، وتركيزًا معه، كما يقضون ويلهون معه وقتا أطول؛ وهو ما يجب أن ينتبه إليه الأبوان، خاصة في حالة إنجابهما طفل أو أطفال آخرين لاحقا، لأنهم يجب أن يكونوا حذرين تجاه تلك الاختلافات، حتى لا يلحظ باقي الأطفال فارق المعاملة وتحدث لهم مشكلات بسبب ذلك، ولهذا يشدد الخبراء على ضرورة مراعاة تلك الجزئية.
- تأثير الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة
بطبيعة الحال، عادة ما يحتاج الطفل ذو الاحتياجات الخاصة لقدر أكبر من العناية والاهتمام، وهذا شيء متوقع، ولضمان عدم تأثر باقي الأطفال بفارق المعاملة والاهتمام مع شقيقهم المعاق، يجب عليك كأم أن تستغلي ذلك وأن تعلميهم معاملته برفق، وأن يكونوا أكثر تعاطفا معه في كل شيء، نظرا لاحتياجه إلى دعمهم بسبب ظروفه.
- تأثير جنس الطفل
بدلا من تمييز الأطفال بناء على جنسهم، وتكليف الصبية مثلا بمهام معينة، فالأفضل أن تناوبي بينهم جميعها في تلك المهام، طالما أنها مناسبة لسنهم، وبالتالي لا يجب أن يكون هناك فارقا في التعامل بين البنت والولد. وحين يكبرون، يمكنك أن تخيريهم بين الأنشطة والمهام التي يفضلون القيام بها، بحيث تختار البنت ما يناسبها، والولد ما يناسبه.
وفي النهاية، أوضح الخبراء أنه وبغض النظر عن كل هذه العوامل التي لا يكون بوسعك كأم أن تتحكمي فيها، مثل العوامل السابق الإشارة إليها، فإنه يبقى بمقدورك بطبيعة الحال أن تبذلي ما بوسعك لخلق بيئة يشعر فيها جميع أطفالك بالحب، التقدير والاحترام.