في الغالب نسمع نفس الشكوى من معظم الأمهات، وهي أن الطفل الصغير لا يسمع كلام الأم، وكذلك لا يسمع كلام الأب، فهو بذلك طفل غير مطيع، وتحتار الأم كيف تحول طفلها لكائن صغير يسمع الكلام، خاصة لو كان الطفل الأول والمدلل من قبل الجميع، والطفل المدلل يشعر بذلك ويتمادى في عناده وتصبح طاعة الكبار عقاباً لهم على تدليلهم له، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشد التربوي عارف عبد الله حيث أشار لنصائح هامة يمكن اتباعها للتعامل مع الطفل غير المطيع كالآتي:
متى تظهر مشكلة الطفل غير المطيع؟
غالباً ما تبدأ هذه الظاهرة عند الطفل في عمر ما قبل المدرسة أي قبل سن السادسة.
وهذه ظاهرة موجودة في كل بيت عموماً.
يمكن اعتبار ظاهرة الطفل غير المطيع بأنها جزء طبيعي من تطور الطفل ونموه العقلي والإدراكي.
يرى الطفل أن عدم الطاعة هي وسيلة للتعبير عن نفسه مثل أن يبحث لنفسه عن صلاحيات.
كما أنه يكتشف حدوده، ويختبر صبر الأم.
وفي عمر أكبر من سن المدرسة يرى الطفل غير المطيع أن عدم الطاعة هو تعبير عن اقتناعه التام بأفكاره.
كما أن طريقة التفكير المختلفة بين جيلين تؤدي لعدم الطاعة عند الطفل.
نصائح للتعامل مع الطفل غير المطيع
عدم التحدي
بمعنى أن على الأم عدم الخضوع للطفل حين يظل في حالة بكاء حتى تعطيه الأم ما يريد.
فهو بذلك يكون قد كسب التحدي معها، وسوف يتعود على هذا السلوك، بل عليها أن تتركه ولا تستجيب لابتزازه.
تعرفي إلى السبب
يجب أن تعرفي السبب في عدم طاعة الطفل لما تطلبه أمه، فربما كان يعاني من قصور في التطور العقلي والفهم والإدراك.
وربما يفعل ذلك من باب أنه يرى نفسه مدللاً، ويحسب الأهل له ألف حساب فلا يحبون أن يغضبوه أو يشعروه بالحزن.
كما أن الطفل قد يقلد بعض الأصدقاء والرفاق ممن هم في سنه في عنادهم.
وقد تكون الأم تفرض عليه قيوداً وطلبات فوق طاقته وتجبره على رفضها.
عبري له عن محبتك
على الأم أن تحتضن طفلها، وتحاول أن تقربه منها وتجعله يشعر بحنانها وحبها.
فالحب والحنان كفيلان بأن يذللا أي عقبة في التفاهم بين الكبير والصغير.
اختيار أسلوب مناسب للتعامل
يجب أن تعرف كل أم أن لكل طفل طريقة وأسلوباً؛ لكي تتعامل معه. فهناك الطفل الذي يجب التشجيع بالكلمات. وهناك من يحب أن تحتضنه الأم بعد كل فعل ينفذ فيه طلبات ونصائح الكبار. وهناك من يرغب في تلقي الأوامر من الأب فتعرّف الأم للأسلوب يفيد كثيراً في معرفة مفتاح الطفل لتربيته وتحويله لطفل مطيع.
لا تنذريه
فالإنذار هو من الأساليب الفاشلة في التربية.
فتجنبي كثرة الإنذارات النهائية، فالطفل لا يحب أن يفرض عليه أمر مفاجئ أو تحديد وقت لإنجاز مهمة.
فبدلاً من قولك له: "اترك ما تفعل الآن وتعال فوراً"، فهذا يعني أن يفقد سيطرته أو متعته بما يفعل.
بل قولي له: "رجاء تعال بعد خمس دقائق فأنا أحتاجك"، فأنت هنا تكونين قد منحتِهِ مدة زمنية لكي ينهي ما يفعله ويستطيع أن يلبي طلبك.
افعلي هذا الأمر وهو تحديد وقت لينهي ما يفعله دائماً.