بعد قرابة 7 أشهر من الأزمة الأوكرانية والتي لم تضع أوزارها بعد، لا تزال موسكو وكييف تتبادلان الاتهامات حول عمليات قصف لمنشآت حساسة.
إحدى أهم تلك المنشآت كانت محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي تسيطر عليها روسيا في أوكرانيا، والتي انفصلت بالفعل عن جميع خطوط الكهرباء الأربعة المعتادة.
وإلى ذلك، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأربعاء، إن قصفا وقع، الثلاثاء، ألحق أضرارا بخط كهرباء احتياطي في محطة زابوريجيا للطاقة النووية، مشيرة إلى أن كبار مسؤولي التشغيل الأوكرانيون أبلغوا خبراء الوكالة الموجودين في المحطة منذ الأسبوع الماضي بأن أحد الخطوط الاحتياطية الثلاثة بين محطة زابوريجيا للطاقة النووية ومحطة الطاقة الحرارية تضرر بسبب القصف فيما فُصل الخطان الآخران.
اتهام أمريكي
يأتي ذلك فيما اتهمت الولايات المتحدة، الأربعاء، الكرملين بالإشراف على ما يسمى بعمليات "التصفية" في أوكرانيا وتقديم قوائم بأسماء الأوكرانيين لإجبارهم على الانتقال إلى مناطق سيطرة روسيا، مطالبة موسكو بوقف هذه الممارسة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل للصحفيين "الولايات المتحدة لديها معلومات تفيد بأن (أفرادا) من الإدارة الرئاسية الروسية يشرفون على عمليات التصفية وينسقونها. وندرك كذلك أن مسؤولي الإدارة الرئاسية الروسية يقدمون قوائم بالأوكرانيين الذين سيُستهدفون من أجل التصفية".
أخبار سارة لكييف
وبعيدًا عن تلك الاتهامات، تحدث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، عن "أخبار سارة" من منطقة خاركيف شرقي كييف، قائلا إن قواته استعادت بعض المناطق من القوات الروسية.
وفي كلمة بالفيديو في المساء، وجه الشكر أيضا لقوات المدفعية الأوكرانية على ما قال إنها ضربات ناجحة للقوات الروسية في جنوب أوكرانيا، وهو ما أشار إليه مسؤول كبير في البنتاجون، قائلا إن القوات الأوكرانية تحرز تقدما ملموسًا ضد القوات الروسية.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الأوكراني عن تحقيق مكاسب على الأرض في الهجوم المضاد الذي بدأته أوكرانيا في جنوب البلاد في أواخر أغسطس/آب الماضي.
وقال تقرير لهيئة الأركان العامة اليوم الأربعاء إن روسيا اضطرت إلى شن ضربات جوية وضربات بالمدفعية على العديد من المواقع المتنازع عليها في إقليم خيرسون، والتي كانت في السابق تحت سيطرة روسيا.
كما تم نشر مقاطع فيديو وصور على وسائل التواصل الاجتماعي للقرى التي تمكنت القوات الأوكرانية من استعادة السيطرة عليها حول بلدة بالاكليا في إقليم خاركيف بشرق أوكرانيا.
وترددت تقارير في وسائل الإعلام الروسية عن شن الجيش الأوكراني عملية في خاركيف أمس الثلاثاء امتدت إلى منطقة تتراوح مساحتها بين 20 و30 كيلومترا. وتعرضت الوحدات الروسية في تلك المنطقة إلى ضغط كبير وتردد أن بعض الوحدات كانت عرضة لخطر الحصار.
مساعدات عسكرية
من جهة أخرى، كشف وزير الدفاع الليتواني ارفيداس انوشاوسكاس النقاب عن تزويد بلاده أوكرانيا بدفعة من مدافع هاوتزر عيار 105مم من المخزون الاحتياطي للجيش .
وتضاف هذه الدفعة من المعدات إلى مساعدات عسكرية بلغت قيمتها 180مليون يورو(179مليون دولار) قدمتها ليتوانيا منذ هجوم روسيا على أوكرانيا في شهر فبراير/شباط الماضي.
وحتى الآن، زودت ليتوانيا أيضا كييف بصواريخ ستينجر المضادة للطائرات وأسلحة مضادة للدبابات والطائرات ومدافع هاون.
دعم ألماني
من جانبه، تعهد المستشار الألماني أولاف شولتز خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بتقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت اليوم الأربعاء، إن شولتز أكد في المحادثة أن ألمانيا لن تتوانى عن دعم أوكرانيا عسكريا وسياسيا وماليا وإنسانيا.
وأضاف هيبشترايت أن شولتس تبادل الرأي مع زيلينسكي بشأن تقديم المزيد من الدعم الملموس، بما في ذلك أيضا دعم إعادة الإعمار في أوكرانيا.
وفيما يتعلق بالوضع في محطة زابوريجيا النووية، قال هيبشترايت إن شولتس وزيلينسكي اتفقا على الأهمية البالغة لأمن المحطة وحمايتها، وأشارا إلى الدور المهم لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتدابير الموصى بها في هذا التقرير.
وكتب زيلينسكي على تويتر بعد الاتصال أنه وجه الشكر إلى شولتز على التأكيد على المساعدات المالية الجديدة المقدمة من الاتحاد الأوروبي لبلاده والتي تقدر بخمسة مليارات يورو. في الوقت نفسه، أكد زيلينسكي أيضا على ضرورة أن يكون هناك برنامج مساعدات من صندوق النقد الدولي.
وأوضح زيلينسكي أن المحادثة مع شولتز تناولت أيضا المساعدات العسكرية الإضافية المحتملة لأوكرانيا.