2025-12-21 - الأحد
البكار يفتتح توسعة مصنع في الظليل لتشغيل 500 أردنيا وأردنية nayrouz الأمن يحذر مالكي السيارات منتهية الترخيص nayrouz الحنيطي يلتقي السفير الصيني nayrouz شاهد بالصور.. الخط العربي في المسجد الحرام لوحة إيمانية تزاوج بين قدسية المكان وجمال البيان nayrouz بيان أمريكي مصري قطري تركي بشأن المرحلة الأولى من اتفاق غزة nayrouz أول تعليق من دمشق على الغارات الأمريكية داخل سوريا nayrouz 5 مليون دولار لتعزيز جاهزية الأردن للأوبئة nayrouz الأردن الرابع عربيا و21 عالميا في مؤشر نضج الحكومة الرقمية nayrouz العيسوي خلال لقائه وفدا من أبناء عشيرة الرواجفة..صور nayrouz زين ترعى مؤتمر ومعرض الأردن الدولي للشحن والتخليص والخدمات اللوجستية “JIFEX 2025” nayrouz مجلس أمناء جامعة الزرقاء يزور كلية العلوم nayrouz التربية تنهي استعداداتها لعقد الامتحان التكميلي 2025 nayrouz القبض على أفراد خلية إرهابية تابعة لـ"داعش" في منطقة داريا السورية nayrouz الأردن يتقدّم 10 مراتب في مؤشر نضج التكنولوجيا الحكومية لعام 2025 nayrouz هيئة تنظيم الطيران المدني تبحث تعزيز التعاون مع الجانب الليبي nayrouz جامعة مؤتة : النعيمات يرعى محاضرة لمستشار جلالة الملك كنيعان البلوي حول العنف الجامعي وانعكاساته. nayrouz وفاة الشاب عامر سعود الناصر الخضير nayrouz "قنابل موقوتة تهدد حياة الغزيين".. الدفاع المدني يطلق نداء إخلاء عاجل بعد وفاة 18 شخصا nayrouz الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يدشن بطولة "دوري الأمم الآسيوية" nayrouz البدور: تعزيز الجاهزية الوطنية للأوبئة ضرورة لحماية الأمن الصحي nayrouz
وفيات الأردن اليوم الأحد 21-12-2025 nayrouz رحيل الشاب الفاضل راشد بدر عودة الخريشا: فقدنا مثالًا للأخلاق والنشاط والحيوية nayrouz محمد رداد المعزي الجبور" ابو ثامر" في ذمة الله nayrouz وفاة الشاب راشد بدر عوده الخريشا nayrouz وفيات الأردن اليوم السبت 20-12-2025 nayrouz وداع يليق بمكانته… العبيدات يشيّعون أحد أعمدتهم الاجتماعية " الشيخ سيف الدين عبيدات nayrouz الخريشا تعزي الزميل كميت الجعبري بوفاة والده nayrouz وفاة المرحومة ليلى خالد العشي، زوجة الدكتور حسن صرصور nayrouz وفيات الأردن اليوم الجمعة 19-12-2025 nayrouz وفاة الأستاذ الدكتور خالد يوسف الزعبي عضو هيئة التدريس في جامعة مؤتة nayrouz وفاة لواء مخابرات متقاعد محمد خير العضايلة "ابو الخير" nayrouz وفاة محمد عبدالرحيم "بني مصطفى" والدفن في سوف nayrouz وفاة الحاجه تراكي سليمان "ابو شاكر ام عصام nayrouz ذكرى رحيل المخرج محمد ضاري الخريشا… مسيرة إعلامية حاضرة في الذاكرة nayrouz حزن عميق على وفاة الشاب راكان غازي الحويطات nayrouz وفيات الأردن اليوم الخميس 18-12-2025 nayrouz وفاة الشاب محمد علي عويد أبو زيد nayrouz الرمثا تنعى شيخ عشيرة الشبول الحاج محمد عبدالرحمن عوض الشبول nayrouz الحاج صالح اسمير البدر الخريشه في ذمة الله nayrouz وفيات الأردن اليوم الأربعاء 17-12-2025 nayrouz

الراوي يكتب طقوس النساء في القفّال الكويتي

{clean_title}
نيروز الإخبارية :
حسين الراوي_الكويت

الغناء البحري سِمة من سِمات الشعوب التي لها علاقة وطيدة مع البحر، وهذا النوع من الفلكلور للشعوب يكون بمثابة مُعجمهم وقاموسهم وكِتابهم الخاص بهم، الذي دوّنوا به الكثير من تاريخهم وسيرتهم وحكاياتهم وجغرافيتهم وعاداتهم وتقاليدهم، والكثير من صوّر حياتهم.

في البداية كمدخل لابد أن نُعرّف ما معنى الأهازيج في اللغة، حيث جاء في معجم المعاني أن (أُهزوجة) اسم، والجمع ( أهَازِيجُ )، وأن ( هَزَّجَ ) فعل. ومعنى ( هزِج ) الشَّخصُ: أي تغنَّى، ترنَّم أو طرّب في قراءته أو غنائه.

وعن معنى الأهازيج وفق الموروث الشعبي فلقد جاء في كتاب(الأهازيج الشعبية في الخليج والجزيرة العربية) للمؤلف عبدالحكيم الزبيدي، أن الأهزوجة هي"نشيد شعبي في لغة العامة من الناس، ينشده القرويون في مناسبات كثيرة ومتنوعة، مثل الحروب، وعند الوفاة، والاستعراض(العراضة) والأعراس، والاستقبال والتوديع".

وعن تعريف الأهازيج البحرية تذكر الكاتبة ولاء الحمود في كتاب (الأهازيج والرقصات البحرية بالمنطقة الشرقية في المملكة العربية السعودية) أن"أهازيج الغوص هي أهازيج تُردَّد عندما يكون البحارة في طريقهم إلى سفنهم لإنـزالها إلى داخل البحر، أو وهم قادمون إلى الشاطئ يسحبون السفن إلى المرسى بعد رحلة الغوص، وكذلك أثناء الغوص وهم في عرض البحر، وقد تُستخدم بعض الأدوات مثل الطبول أو المزامير في أداء بعض الأهازيج
والرقصات."

ما هو القفّال؟
يقصد بـ (القفال) "عودة سفن الغوص من رحلتها وانتهاء موسم الغوص، وهي تسمية شعبية  قديمة ومعروفة عند أهل الكويت وباقي دول مجلس التعاون، ولقد
اعتاد الأهالي فيها اقامة احتفالات شعبية على الشاطئ عند عودة السفن بعد غياب استمر لعدة شهور. وكانت (الدشة) ويقصد بها بدء موسم رحلة الغوص وكذلك (القفال) يُحددان من قِبل إمارة الغوص".

وعن الطقوس التي تصنعُها بعض النساء عندما يشعُرّن بتأخر رجوع السُفن ومن عليها من أحبابهن في وقت القفّال، ما ذكره الكاتب صالح حمدان الحربي في مجلة (الثقافة الشعبية) البحرينية، في عددها السادس عشر. حيث قال: " فالنساء هنا تتذكر دائما هذه الصورة قدوم السفن ودخولها إلى النقع أي وصولها إلى الشاطىء ورؤية أحبابهن وهم يقومون بالتجديف لسرعة الوصول ،هذه المرأة تظل ترى هذه الصورة وتقلق كثيرا عندما تغرب الشمس قبل مجيء الأحباب، ولهذا فهي تقوم بعدة طقوس تخاطب فيها البحر وتمثله كالمارد أو الغول الذي يحاول أن يخطفهم، ولهذا فإنها تعمل على تغطيس قطة في البحر فداء لروح الرجال وعادة تتجمع النسوة على تغطيس القطة سبع مرات متتالية وعندما تختنق القطة تصرخ صياحا عاليا ( نيو نيو) فتفرح النسوة بأن القطة قد رأت السفن داخل البحر تبتهج النسوة وتحول إلى ياو ياو، أي عاد البحارة، وقربت السفن، وفي حالة أخرى تقوم النسوة بتسخين قطعة من الحديد ( الهيب ) وتغطسها بالبحر وهنا تعترف النساء بأن البحر كائن حي يجب كيه كي يخرج من فمه البحارة فهي تعاقبه لتأخره بعودة الأهل وتغنى النساء أثناء ذلك: يا اللهيب هات الحبيب ".

ومن الطقوس التي ذكرها أيضاً الكاتب صالح حمدان الحربي التي تصنعها بعض النساء في وقت القفّال: " كما تشعل بعض النساء سعفة وتذهب بها إلى البحر إلى مسافة طويلة ثم تكوي البحر قائلة (نكويك إذا ما جاو الغواويص). وتقوم مجموعة النسوة بهذه الفترة بعمل حلقات دائرية يغنين ويخاطبن البحر ويتوسلن إليه أن يعيد الأحباب فقد انقضت فترة الغوص الرئيسية وأصبح البحر باردا وبدأت العواصف بالهبوب، وتغني النسوّة:
توب توب يا بحر اربعة والخامس دخل
جيبهــــم خاطفيــــــن بجـيـبــهــم
ما تخاف من اللــــه يـــــــا بحــــر
اربعــــــة والخـــامــــس دخـــــل .

وبعد هذه التوسلات إلى البحر تتذكر النسوة أسماء النواخذه التجار والطواشين كي يكتفوا مما قد جنوه من لؤلؤ، كما تخاطب الدانة ( اللؤلؤ الكبيرة ) أن تعيد التاجر شملان مثلا من أذنيه كي يكتفي ويعود إلى اليابسة.
يا لجوهره
هاتى حسين من ابحره
يا للومى
هات بن رومى
يا لدانة
جري شملان من اذانه
يا ملة الزري
هاتي حسين بن على

وذكرالباحث في التراث الكويتي حسين القطان لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) في يوم الخميس 23 نوفبر 2017، " إن الفِرق النسائية الشعبية الكويتية التي كان يطلق عليها آنذاك (العديد أو العدة النسائية) مثل (فرقة عودة المهنا) و (فرقة أم زايد) و (فرقة سعاد البريجي) كن يجسدن
استقبال البحارة في يوم القفال على السيف (جال البحر) أي شاطىء البحر وهن ينشدن أهازيج شعبية جميلة تعبر عن هذه المناسبة". وأضاف القطان "أن من بين أشهر تلك الأهازيج الشعبية الخاصة بعودة البحارة من رحلة الغوص على سبيل المثال (يا خوي ماحلا الخشب لو لزت السيف، كلها صبيان تير المياديف، يا نوخذاهم لا تصلب عليهم، ترى حبال الغوص قصص أيديهم، وياليتني دهينه وادهن ايدهم، وياليتني خيمة واخيم عليهم، ويا صاجة ويا صاجة ما صدقتي). وأنه بعد غناء هذه الأغنية تقوم إحدى النسوة وكنوع من التقليد (بحل البحر) أي صب ماء الحلول في البحر ثم (تجوي البحر) أي تقوم بكيّ البحر أو حرقه عن طريق حرق طرف سعفة من سعف النخل تعبيرا منهن عن حرقة الشوق لرؤية أولادهن وأزواجهن وآبائهن وتغطيسها بماء البحر أي كأنهن يعاقبن البحر لتأخر وصول الأهل".

في النهاية .. قلت بعد أن أمعنت التفكير في تلك الأجواء والطقوس والكلمات المتعلقة بموسم القفّال عند النساء، أن تلك الحياة كانت على الرغم من صعوبتها إلا أن تفاصيلها كانت بسيطة! وأن ذلك الجيل لأنه كان يتعامل بصفة مباشرة وبشكل متكرر مع البحر ومواسمه إبتكر لنفسه طرق خاصة في التعامل مع سطوة البحر وجبروته، على الرغم من أن تلك الطرق المبتكرة لم تكن إلا خرافات ليست متصلة بأي حقيقة، وأن تلك القطة التي تُغطس بالبحر، وقطعة الحديد التي تُرمى بالبحر، والسعفة التي يتم حرقها وكيّ البحر بها، وصب سائل المحلول ذلك في البحر .. كلها لم تكن إلا طقوس خرافية لا تحقق ولا تصد من أقدار الله جل جلاله شيئاً.

——————-
*القفال هو نهاية فترة الغوص التي هي 4 شهور.
نُشر المقال في مجلة مراود / الشارقة .