نيروز الإخبارية : استضافت المكتبة الوطنية مساء أمس الأحد 16/10/2022 الكاتبة صابرين عودة للحديث عن كتابها " أريدك وأكثر " وقدم قراءة نقدية للكتاب الأستاذ زياد الجيوسي واضاءة على الكتاب الدكتورة مرام أبو النادي وشهادة إبداعية للكتاب الأستاذة دالندا الحسن وأدار الحفل الروائي مراد سارة .
وقال الجيوسي ان الكاتبة تنقلت بين نصوص شعر نثرية امتلكت مواصفاتها جيداًوفي نصوص أخرى تغلب فيها السرد على شعر النثيرة وفي بعض النصوص كانت الخاطرة هي الأقرب للنص من الشعر رغم توزيع الشطرات على الأسطر لتظهر على شكل قصيدة ، إضافة لأراء تعبر عن رأيها وفلسفتها بالنظر لمسائل عديدة وعبارات تحمل الحكمة .
وبين ان الكاتبة تناولت محاور عدة في نصوص كتابها من أهمها اليتم والفقد والذات ، وكان الإهداء خارج عن الأسلوب التقليدي فجاء على شكل نثيرة تتحدث عن أولادها أو امها التي رحلت قبل ثلاثة سنوات .
وقالت أبو النادي ان الكاتبة أثبتت في خواطرها جزالة الألفاظ وقوة التلاعب بها عن طريق البلاغة والاستعارات والتشابيه الراقية وفي خاطرتها " أنا ضجيج الفكر " مثلت حالة من التشويق الفكري المقصود في كتابتها ولكنها وصلت الى قرار بالمضي بلا قيد ، وأضافت ان في الكتاب عناوين كثيرة جاذبة وهناك جمالية في النصوص .
واشارت ان الكاتبة تمتلك مهارات لغوية ومحسنات بديعية وظفتها في عرض فكرتها المشبعة بالعاطفة بالإضافة الى جزالة الفاظها
وبينت الحسن ان الكاتبة تنشد في نصوص كتابها تراتيل الحنين للراحلين والذكريات، وتنثر بين حنينها طقوس حياة دونتها من نبضها الذي يتوق للسعادة والفرح رغم قسوة غياب الأحبة، فمرة تؤنسن الحنين وتتودد له بكلمتين ودمعة، ومرة أخرى ترسم الحنين لوحة على يدها وهي تسامر الليل ما بين حب وشوق، ومرة تضم رائحة الحنين حتى تستأنس الحياة. أما في لحظة ضجيج الفكر يصبح للحنين أسنان يقضم بها قلبها شوقًا للآخر.
وتصف الكاتبة الحنين أنه بوابة اللقاء في نص (كبرياء) وتقول: "كلي لك ومعك في ترتيلة الحنين". وفي نص (غياب) يغدو الحنين بوابة الفراق فتقول: " يشدني الحنين لإغفاء الجفن ويشدني برأفة تحت النجم والنخيل، فأدرك أن الليل مخدة، والقمر وردة، بين الضلع الحزين وأنا عجبًا أتساءل؟ لم أدرِ، حضوركَ أو حضوري لا يلتقيا؟، تتناوب صحوة الحنين واختفائه في نص (نبتة الخيزران) فتقول الكاتبة: " أيعقل؟ وحدها قطرات غيثٍ تمحو آثار الحزن، نابضة بالعشق للراحلين، حنين يصحو بلا إنذار لإحساس غريب، ربما لمقعد خالٍ حاملًا أمانينا صوب الهدف"، وتختم النص قائلة: "أيعقل؟ كل شيءٍ غدا لا شيء، والحنين كله اختبأ من ضربة شمس، فلا يخرج من الشفاه سوى نبرة حزن".
وتعلن الكاتبة صراحة أنها أكثر من أنثى في نص (ابنة الحنين) وتقول: " يعانقني الأمل وكأنني نسيت الألم قبل ميلادي بساعة وأردد بكل ثقة أنا ابنة الحنين"، وتغدو بعد الحنين أنثى للحزن ثم امرأة للوحدة والقلم، وصديقة للصبر، وعقيلة النزاع المزمن.
أما في نص (صباحي أنتِ) يأتي الحنين لأحاديث الصباح، فتقول الكاتبة: " وتأتي شمس الصباح، تاركة لليل جنونه، والقمر يضيء الكون بلا رادع له، والياسمينة عذراء شغفة بالحنين لأحاديث الصباح، وقهوة بعد عناء سهر طويل، بلا ضحكة الحضور المعاد، في التقويم القديم".
ففي تراتيل الحنين تطلب منا الكاتبة صابرين عودة أن لا ننسى تنهيدة الروح عند لحظة الحنين للراحلين؛ لأنها لمسة الوفاء لهم.
وفي نهاية الحفل قرأت الكاتبة عودة عدد من نصوص كتابها منها " حوار بعد الغياب ، يشبهني ماذا؟ ، أحبك كثيراً ، الضمير، نسيت خطي ، لا حياة بعدك ، وطن وبحة صوت والحضن الدافىء"