الذكرى السنوية الاولى لفراقك تركت في نفسي واخوتي وكل من شهد عليك في حبك وعطائك جرحا غائرا لا يلتئم بمرور السنوات والأيام، وعزاؤنا أنك محمود في اسمك وسيرتك، وانك مودود بين أهلك وعشيرتك، فإلى من نذر نفسه وروحه وجسده لمنفعة أهله فأبليت بلاء حسنا وهي تحكي سيرة رجل ملأ المكان بحكايات الجمال في عطائه وبذله لأهله وذويه.
ابشرك يا والدي أن قرية بليلا بمحافظة جرش تبكيك وتحكيك دائما فأنت ابنها، ولدت ونشأت وعشت ومت فيها، فأي حب والتصاق هذا، نشأت ورعا طائعا ساميا بأخلاقك ومساعيك الحميدة، وأنت تحمل مشعل والدك العظيم الذي رسّخ فيك حب العمل والعطاء وقد ورثه عن جدنا الشيخ يوسف محمد الشراري رحمه الله , وانت يا والدي تلتصق بالقرية واهلها وتبدأ مسيرتك فيها منذ التحاقك بمدرسة بليلا لترى نور العلم فيها شانك شأن باقي ابناء البلدة في حينه.
والدي العزيز الشيخ محمد يوسف الشراري اسمح لي أن استذكرك هذه المرة وانت في عالم الحياة الخالدة عند مليك مقتدر، استذكر عظمة الاب المحب لابنائه والانسان الرائع الذي نذر نفسه لتربية وتعليم ابنائه وبناته ,وانت تحث الجميع على العمل والتعليم من أجل أن ينفعوا انفسهم ووطنهم، يا لها من رسالة عظيمة سيدي وانت تلقن الحياة درسا في الحب والعطاء لابنائك واحفادك وأقرانك وكل من شهد لك من محبيك وخلانك وجيرانك.
حيث اشير إلى أنه كان من الرجال الذين يسعون إلى الإصلاح في ذات البين ويسعى إلى تقديم الخدمات للناس جميعًا .
أدعو الله لك دائما في السر والعلانية أن يجعلك راقدا بسلام في جنات النعيم، فلا عزاء لاولئك الرائعون بل استذكار لمسيرتهم وسيرتهم العطرة الزكية التي ملأت دروب حياتنا بجمال المسعى والمرمى.