انتشرت وسائل التواصل الاجتماعي بشدة في السنوات الأخيرة، وصاحب ذلك إتاحة فرص أكبر للأطفال والمراهقين والشباب للاطلاع على مواضيع مرتبطة بإيذاء النفس، أو تثير الإحباط، أو الاكتئاب أو غيره، خاصة في ظل ما تقدمه محركات البحث من مقترحات في هذا الشأن.
وخوفا من خطر الإفراط في استخدام الهواتف المحمولة والتواصل الاجتماعي على هذه الفئات، فضلا عن أهمية استغلال الوقت في السن الصغيرة بالشكل الأمثل قدمت إيمان محمود شاهين مبادرة "لا لإدمان السوشيال ميديا".
إيمان شاهين، حاصلة على دكتوراة في إدارة المنزل ومؤسسات الأسرة والطفولة بجامعة المنوفية، تهدف إلى توعية الشباب بأهمية استغلال الوقت بدلا من هدره أمام شاشات الهواتف المحمولة.
وترى المتخصصة في إدارة المنزل أن إدمان مواقع التواصل أصبح بمنزلة وباء مجتمعي وخطر يهدد كل أسرة مصرية، ويحمل في طياته الكثير من الأضرار والسلبيات.
وبحسب حديث إيمان شاهين مع موقع سكاي نيوز عربية، فإن لهذه المبادرة أسباب عدة أبرزها:
أضرار إدمان مواقع التواصل الاجتماعي سواء كان ذلك على الجانب النفسي أو الأسرى أو المجتمعي أو الديني.
إهدار الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي أدى لانعزال أفراد الأسرة عن بعضهم، حيث أصبح لكل فرد عالمه الخاص، كما أصبحنا نقرأ عن مشاكل الآخرين من خلال هذه المواقع دون الانتباه لما يترتب على ذلك من تفكك الأسر.
تسببت وسائل التواصل الاجتماعي في إهمال أدوار أساسية في المجتمع سواء من ناحية الأب أو الأم، ما ترتب عليه ضعف الرقابة والقدوة بالنسبة للأبناء وعدم وجود ناصح لهم.
هدف المبادرة تقليص الوقت المهدر أمام شاشات الهواتف المحمولة ووضع حد للإفراط في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
وترى إيمان أن هزيمة إدمان الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي يحتاج لعدد من الإجراءات أهمها:
منع طفلك من استخدام الهاتف المحمول إذا كان عمره أقل من سنتين حتى لا يتعرض لمشاكل النمو والتأخر الذهني.
تحديد وقت للطفل فوق العامين لاستخدام الموبايل واللعب عليه، ويفضل ألا يزيد على ساعة في اليوم، وعدم استخدام الأبناء لوسائل التواصل الاجتماعي قبل سن 13 عاما.
استبدال استخدام الموبايل بوقت للترفيه بالألعاب الحركية، ومشاركة الطفل في بعض الأعمال المنزلية، وشراء بعض الحاجات من خارج المنزل مثل الخضار والفاكهة.
تشجيع أبنائنا على ممارسة الرياضة، وتنمية عادة القراءة وتشجيع الطفل عليها وجعله يحكي ملخص عما قرأ بعد انتهائه.
ضرورة اصطحاب الطفل أثناء الزيارات العائلية وجعله يتفاعل مع أسرته، والاشتراك له في ناد أو مكان يضمن له التواصل مع العالم الخارجي، وتنمية روح الفريق لديه.
مشاركة الطفل اهتماماته ومعرفة مهاراته المختلفة للقيام بتوظيفها بشكل صحيح، ومحاولة خلق لديه بعض المواهب، مع ترتيب يومه لممارسة بعض الأنشطة اليومية.
أن يكون الوالدين قدوة حسنة فلا يقضوا معظم الوقت في استخدام الهواتف المحملة، وتخصيص وقت لتبادل الأدوار فيقوم الأطفال بدور الأباء.
التوضيح للطفل التأثير السلبي للإفراط في استخدام الهاتف المحمول على الصحة الجسدية والنفسية.
الاستماع لأسئلة أبنائنا ومحاولة الإجابة عنها حتى لا يلجأ للهاتف المحمول للحصول على إجابات، وتدريبه على سؤال الوالدين إذا رأى شيئا غير مفهوم على الإنترنت.
يجب الاستعانة بطبيب نفسي للمساعدة في الحالات المستعصية من إدمان التواصل الاجتماعي.
الحرص على حماية حسابات أطفالنا وبياناتهم خاصة تلك التي يتمّ مشاركتها من قبل الأطفال بالإضافة إلى اختيار كلمة سر قوية لحماية الحسابات.
لا يمكن الانتباه دائما إلى ما قد يصل إلى الأطفال من مشاهد عنف وقسوة أو مشاهد إباحية ومن هنا يجب التشديد على ضرورة وجود الأهل دوماً إلى جانب الطفل اذا ما كان يستعمل مواقع التواصل الاجتماعي.
وتطمح إيمان شاهين أن يكون هناك نشاط او كتيب صغير داخل المدارس والجامعات لتوضيح سبل التعامل وسائل التواصل الاجتماعي بالشكل الأمثل.