أصدر مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة– أبوظبي، دراسة جديدة تحت عنوان "الميتافيرس.. مستقبل العمران البشري في عالم ما بعد الإنترنت".
الدراسة التي أعدها الدكتور إيهاب خليفة، رئيس وحدة التطورات التكنولوجية في المركز، تسلّط الضوء على خصائص هذ العالم الجديد الذي أصبح على شفا الاقتراب من حياة جميع البشر.
وأوضحت الدراسة أن الميتافيرس هو مجموعة لا متناهية من العوالم الافتراضية، يمكن إنشاؤها عبر مساحات مختلفة داخل الإنترنت، مثل تلك العوالم التي تحدث عنها فيلم Ready player One الصادر عام 2018، حينما جسد الواقع الذي سوف تعيشه البشرية عام 2045.
ولفتت الدراسة إلى أنه بدلاً من الدخول إلى ذلك العالم الجديد عبر شاشات الكمبيوتر وأجهزة الهواتف الذكية، سوف يتم الدخول إليه عبر نظارات الواقع الافتراضي، التي يتم استخدامها في ألعاب الفيديو حالياً، لكن بدلاً من استخدامها كوسيلة للعب، ستتم إعادة تصميمها لكي تصبح بديلاً للهواتف الذكية، فتصبح متصلة بالإنترنت، وسيتم دمج تقنيات الواقع المعزز معها، تلك التقنيات التي تعرض المعلومات الخاصة بأي شيء تقع عليه عينك في الواقع الحقيقي، وبذلك يتم دمج تقنية الواقع الافتراضي الذي تغلب عليه التصميمات الرقمية، مع الواقع المعزز الذي يغلب عليه الواقع، فينشأ عالم مختلط هو الميتافيرس.
وأكدت الدراسة أن العالم بات مهيأ بالفعل من خلال انتشار ثقافة العمل والتعليم والتسوق عبر الإنترنت، وكون الحياة الإنسانية بات جزءٌ كبيرٌ منها "أونلاين"، وأصبحت الأجيال الأقل سناً مرتبطة بالتكنولوجيا أكثر من كونها مرتبطة بممارسة الهوايات التقليدية كالرياضة والرسم، ولكن لأن هذا العالم الجديد يقدم فرصاً حقيقية في إنشاء عوالم افتراضية وفق رغبات المستخدمين وأحلامهم، فإنهم يجدون فيه متنفساً عن الواقع الذي بات مزعجاً إلى حد كبير.
بيئة مصطنعة ومرتبة وفق خيال المستخدم ورغباته
واستعرضت الدراسة حياة البشر من خلال عالم الميتافيرس والتي وصفتها بالخالية من المشاكل، حيث يستطيع الشخص تحقيق طموحاته وبناء حياته المثالية، إلا أن الدراسة حذرت من الابتعاد عن الحياة الواقعية والتحول عن عمران الأرض والتفاعلات الإنسانية بشتى أنواعها، حيث بيئة الميتافيرس كلها مصطنعة ومرتبة وفق خيال المستخدم ورغباته، كأنه يكتب رواية سعيدة ثم يعيش أحداثها بنفسه، فيُدمنُها ويصبح غير قادر على الخروج منها لمواجهة الواقع.
مركز المستقبل للدراسات والأبحاث المتقدمة يشارك بهذه الدراسة في النسخة الأولى من "الكونجرس العالمي للإعلامي"، الذي يقام في الفترة من 15 إلى نوفمبر الجاري بأبوظبي والذي يركز على قطاع الإعلام، ويتيح فرصاً لمؤسسات الإعلام المختلفة لبحث الشراكات وسبل التعاون في تعزيز آليات تطوير وسائل الإعلام، ويضم نخبة من رواد صناعة الإعلام والمتخصصين والمؤثرين العالميين بالإضافة إلى الأكاديميين والشباب وطلبة الجامعات.