ولد المغفور له باذن الله تعالى الملك الحسين في 14 تشرين الثاني سنة 1935 لوالده الامير طلال بن عبدالله ووالدته الاميرة زين الشرف بنت جميل. حيث أنهى دراسته الابتدائية في عمان، وتلقى تعليمه الثانوي في مدرسة فكتوريا بالاسكندرية بمصر وفي مدرسة هارو ببريطانيا.
وقد نودي بالحسين ملكا على المملكة الاردنية الهاشمية في الحادي عشر من آب 1952.
وهو في السابعة عشرة من عمره وبسبب عمره آنذاك فقد شكل مجلس وصاية على العرش الى حين اعتلائه العرش رسميا في الثاني من أيار 1952. وقد التحق جلالته أثناء تلك الفترة بكلية ساندهيرست العسكرية الملكية بانجلترا، حيث تلقى تعليمه العسكري.
عمل الملك الحسين على تخليص الجيش من العناصر الأجنبية، فأبعد الجنرال البريطاني غلوب قائد الجيش الأردني عام 1955، وأعلن عام 1957 إنهاء الانتداب البريطاني على الأردن استنادا إلى معاهدة 1948.
وأنشأ عام 1958 مع ابن عمه الملك فيصل بن غازي ملك العراق اتحادا عرف آنذاك بالاتحاد العربي الهاشمي، لكنه لم يستمر طويلا فقد انهار فور قيام ثورة 14 تموز/يوليو 1958 في العراق.
وخلال سنوات حكمه، قاد جلالتة الاردن خلال عدة أزمات إقليمية ومحلية كان أهمها حرب حزيران 1967، ومعركة الكرامه في آذار 1968، وحوادث أيلول 1970، وحرب 1973 وغيرها من الارهاصات والنزاعات الإقليمية وقد وقع على إنشاء حلف دفاعي مع مصر أوائل عام 1967 بعد أن طلب جمال عبد الناصر سحب القوات الدولية المتمركزة على الحدود المصرية الإسرائيلية، وتصالح مع منظمة التحرير الفلسطينية.
ومنذ عام 1967، عمل الحسين باخلاص من أجل عقد مؤتمر دولي للسلام من أجل التوصل الى سلام عادل وشامل ودائم في المنطقة، مبني على قرارات مجلس الامن الدولي 242و338. وكان للملك الحسين دور رئيسي في عقد مؤتمر مدريد للسلام في تشرين الاول 1991، ليس فقط تعبيرا عن التزام الاردن بمسيرة السلام بل لتأمين غطاء للشعب الفلسطيني من خلال وفد اردني فلسطيني مشترك وذلك للتفاوض من أجل مستقبلهم. وقد شارك الأردن في مؤتمر مدريد
للسلام عام 1991 الذي انبثقت عنه مفاوضات متعددة الأطراف، وتوصل مع إسرائيل إلى التوقيع على معاهدة سلام عرفت باسم اتفاقية وادي عربة عام 1994.
وقد بذل جلالة المغفور له محاولات عديدة للتوسط بين الاطراف المختلفة في أزمة الخليج 1990ـ1991 من أجل التوصل الى حل سلمي وفي كثير من القضايا العربيه .
أشرف الحسين على مراحل تحول المملكة من مجتمع عشائري بدوي أثناء الاستعمار البريطاني الى دولة عصرية تتمتع ببنية تحتية متكاملة ومستويات رفيعة في مجالي الثقافة والتعليم مقارنة مع دول العالم النامية.
وقد التزم المغفور له بالمشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات في الحكم وباحترام حقوق الانسان في العالم العربي. ويعترف العالم اليوم بأن للاردن السجل الأنصع لحقوق الانسان في المنطقة.
وإذ نستذكر في يوم ميلاد الملك الباني، مسيرة حياة حافلة بالعطاء والإنجاز، خاضها المغفور له الملك الحسين بن طلال، إلى جانب أبناء شعبه، في خدمة الوطن وقضايا الأمتين العربية والإسلامية على مدى سبعة وأربعين عاما، فإنهم يتطلعون بفخر وأمل إلى إنجازات عهد الملك المعزز عبدالله الثاني، الذي سار على نهج آبائه وأجداده من بني هاشم، في استكمال مسيرة التنمية والتطوير بالمجالات كافّة.
وكان الحسين رياضي متميز في مجال الرياضة المائية، والكاراتيه، والمبارزة والتزلج والتنس.
ومن هواياته الاخرى، الطيران وقيادة الدراجات النارية وسباقات السيارات.
وكان المغفور له شغوف بالقراءة في الشؤون السياسية والتاريخ والقانون الدولي والعلوم العسكرية والطيران.
وقد نشرت كتب عديدة عن جلالته. وألف جلالته ثلاثة كتب هي : " ليس في المُلك راحة " في عام 1962 تناول السنين الاولى في المُلك، وكتاب " حربي مع اسرائيل " في عام 1969، وكتاب " مهنتي كملك " في عام 1975. وقد حمل الحسين عددا كبيرا من الأوسمة الرفيعة من الدول العربية ودول اخرى .
وفي السابع من شباط عام 1999 رحل الملك الباني، الحسين بن طلال، بمسيرة حياة حافلة بالعطاء والإنجاز على مدى سبعة وأربعين عاماً من الحكم، عاشها الحسين إلى جانب أبناء شعبه الوفي لبناء الأردن الحديث .
رحم الله الملك الباني الحسين بن طلال وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده الامين والشعب الأردني العظيم