صدر في العاصمة عمان كتاب بعنوان "محطات بألوان الطيف: مسيرة التجديد والبناء والتعبير الثقافي" لمؤلفه الدكتور مازن العرموطي الشخصية الأردنية التي راكمت خبرات غزيرة متنوعة ومقومات أكاديمية وإعلامية وثقافية ودبلوماسية. وقد عرض الكاتب تفاصيل ومعالجات وإضاءات على أحداث وأسرار ومعلومات دقيقة من خلال معايشته الشخصية وتجاربه في الشأن العام والبناء المؤسسي.
وقد تناول الدكتور العرموطي بالتحليل وقائع ساهم فيها وتعاصر معها شخصياً ابتداءً من النشاط الطلابي والعمل الصحفي وإنشاء أول إطار أكاديمي في الاتصال والإعلام مروراً بمهرجان جرش للثقافة والفنون ثم المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا فالمعهد الدبلوماسي ونشاطات إعلامية وعلمية وثقافية، بما في ذلك المعارض الدولية والحوارات الحضارية والأسابيع الأردنية في الخارج والمؤتمرات والمناصب السفارية والمهام المعلنة وغير المعلنة التي أنيطت به خلال تبوئه مسؤولية مستشار ولي العهد، وانتهاءً بالمشاريع العمرانية والزراعية الخاصة.
كما يفرد المؤلف فصولاً حول جوانب خاصة وعائلية تتعلق بسيرته الذاتية عبر السنين، ومعايشته لما أسماه "الحقبة الذهبية" التي تداخلت فيها البيئات الثقافية والاجتماعية والمعيشية التي ساهمت في تشكيل شخصيته ونظرته الى الحياة.
ولعل من أشد ما يلفت الانتباه في سياق هذا السجل التاريخي كشف الكاتب عن بعض مجريات الأحداث المتعلقة بالغزو العراقي للكويت وتبعاته وتداعيات مسألة التطبيع مع إسرائيل، وإضاءات كاشفة على مفاهيم مغلوطة وأسرار ومعلومات قد تقلب بعض التصورات والانطباعات رأساً على عقب، وذلك بأسلوب رشيق ومنظورية غير مألوفة.
واتبع الدكتور العرموطي في كتابه التقسيم العمودي الموضوعي لمحطات مسيرته المتشعبة ومتعددة الجوانب وعزز ذلك بمئات الصور والوثائق، بعضها ينشر للمرة الأولى، وبقالب مفاهيمي مبهر وإخراج مبتكر جذاب مع السعي للإجابة على أسئلة ساخنة وكشف مكنونات وخفايا بنى مجتمعية وأحداث مؤثرة وحساسة ومن ضمنها:
مفهوم "مجلس النظّار" "وحكومات الموظفين".
الاحتواء والمشاركة في مجتمع الكراهية والدسائس.
ثقافة "الشبق البيروقراطي" "والشهوة للمناصب".
عندما ثارت ثائرة المنظمات الصهيونية على عبارة "لن نقبل بوجود إسرائيل حتى على حاملة طائرات قبالة السواحل العربية".
المهام السفارية والصراع مع الحكومة وشكوى نتنياهو: "فتّش عن إسرائيل".
مقابلة الملك وقرار حاسم يجهض مؤامرة الرئيس والوزير "ويقلب السحر على الساحر".
رسائل الى الملك والمداولات مع مديري المخابرات سعد خير ومحمد الرقاد.
معهد الشرق الأدنى الصهيوني: أحد أسباب الاستقالة!.
حريق منزل السفير في هولندا وأسئلة حائرة: لماذا لم يتم تشكيل لجنة تحقيق؟!
أخطر الرسائل من الأمير سلطان بن عبد العزيز على وقع طبول الحرب.
معرض إشبيلية ورسالة الملك سلمان بن عبد العزيز.
منظمة الأمم المتحدة: "مسرح اللامعقول" ومصدر الشعور بالغثيان!.
مشروع مركز إسطنبول وأدوار الرئيس تورغوت أوزال والأمير الحسن بن طلال.
"سورة المائدة" ولقاء الرئيس علي عزت بيغوفيتش.
"تهافت التهافت" في الممارسات الإعلامية وتعبير "السلطة الرابعة" البائس.
استقالات جريدة "الرأي" وصفقة البيع "المشؤومة".
كيف أخرجت فيروز وفرقتها من بيروت بطائرات الهيلوكبتر؟.
لماذا لم تكن المدينة الأثرية الموقع المفضل لمهرجان جرش؟.
المعهد الدبلوماسي "واغتيال مؤسسة رائدة".
"صحافة اليرموك" أول "جريدة مجتمع" في الأردن.
مشروع إنشاء "مجلس وطني للإتصال والإعلام"، "ومكتب الإتصال الخارجي".
الحوارات الحضارية والإتصال الثقافي الدولي: زمان "المبادرات الخلاقة".
التعبير الثقافي في مشاريع العمران، واهتمامات متعددة وهوايات بلا حدود.
الرحلة من بيادر جبل نزال الى "أوبرا فيينا" ومتاحف أمستردام.
اثنا عشر مدرسة وجامعة ومؤسسة علمية عليا.
صفة استشارية ومهام تنفيذية.
ضمن هذا الإطار نقتطف الوصف التالي من مقدمة الدكتور نبيل حداد بعنوان "مازن العرموطي: الجانب الإنساني والإنجاز المؤسسي":
"... بين أيدينا سفر مهم أقرب أن يكون الى السيرة الذاتية التي لا تقتصر غايتها على عرض تجربة صاحبها عبر نصف قرن في ميدان الحياة العملية بل قل في مقارعة العقبات الطبيعية والمصطنعة.. وقد ظلت الخواتيم دوماً تشهد للرجل بقوة الشكيمة ومضاء العزيمة والصبر الجميل على الشدائد، والعمل دون كلل ودون غرض إلا حب العمـــــل نفسه والالتزام بمـــــا يرضــــــــــي الضميــــــر ويشبـــــــــــع النزوع الى الكمـــــــــــال في كل ما عُهد به اليه من مسؤوليات.
... يقدمه لنا بين دفتي هذا الكتاب بنزاهة وموضوعية وبكل الأدوات التعبيرية المتاحة من مادة مكتوبة أو رواية مسموعة ووثائق وصور ورسوم وتشكيلات ولوحات، وذكريات... وعدداً لا يحصى من الأمثلة حول مازن العرموطي "المؤسسي" أو "باني المؤسسات".
... إن ما ورد في هذا الكتاب من ذكريات ينطوي على سجل تاريخي من الضرورة وضعه أمام مجتمعنا، لما ينطوي عليه من قيمة معلوماتية، ورسالة تعليمية، وعظة ما أحوجنا لأن نتدبرها، بل نبني عليها.
... نقرأ في هذا الكتاب جوانب متعددة في شخصية صاحبها.. لا نتردد في القول أنها استثنائية في كل مجال حلت فيه.. من مسؤوليات حساسة في العمل الرسمي المُعلن وفي المهام السياسية غير المعلنة.. ونطّلع على حقائق الوجه الآخر للظروف التي أحاطت بإنشاء عدد من المؤسسات الأكاديمية والعلمية والثقافية في سياق التجربة الشخصية المباشرة".
عمل الدكتور مازن العرموطي منذ مطلع السبعينات في ميادين الإعلام والاتصال والثقافة والدبلوماسية والعلاقات الدولية، وتقلد مناصب في مجالات الصحافة والإدارة الإعلامية والتدريس الجامعي والعمل الثقافي والدبلوماسي والاتصال الخارجي، بالإضافة إلى تخطيط وتنسيق برامج التمويل والتطوير العلمي.
وقد ركز معظم وقته وجهده خلال السنوات الأخيرة على بلورة وتنفيذ مشروعين معماريين كبيرين وذلك في الضواحي الغربية للعاصمة الأردنية عمان بمشاركة عدد من المعماريين والمصممين و المهندسين والصناع و الحرفيين المتخصصين في العمارة والفنون الإسلامية تم استقطابهم من عدة أقطار. وقد استغرق انجاز المشروعين حوالي عشر سنوات مع فاصل بينهما فكانت "دارة الفرح 1" (التي الت ملكيتها لسمو الأميرة هيا بنت الحسين)، و "دارة الفرح 2" و هي المنزل الحالي للعائلة ، في الضواحي الغربية للعاصمة عمان. وقد أضحى المبنيان من المعالم الثقافية والتراثية في الأردن، خاصة مع احتوائهما على مجموعات ومقتنيات فريدة من الفنون الإسلامية وأعمال الخشب والزليج والجبصين والنحت. و قد انبثق المشروعان من شغفه واهتمامه الشخصي بالفنون والعمارة الإسلامية.
من ناحية أخرى فقد انشغل الدكتور العرموطي أيضا بإعادة تصميم وتجهيز وتأثيث مسكن العائلة الثاني في ضاحية "جرنزنج" بالعاصمة النمساوية فيينا بمساهمة المصممة النمساوية إلكي ألتنبرغر، وقد تمت المزاوجة في تصميمه ومحتوياته بين الطابع الحديث والتعبير الثقافي الكلاسيكي.
وبصورة موازية فقد قام الدكتور العرموطي بإدارة مزرعة للعائلة في منطقة الطافح بمحافظة الزرقاء مزروعة بشجر الزيتون مع قسم خاص لتربية الماشية.
كما حافظ منذ عام 2004 على الجانب الأكاديمي وقام بتقديم الاستشارات وإعداد المطالعات العلمية في مجالات الاتصال الدولي والإعلام والدبلوماسية لعدد من الجامعات ومراكز البحوث والهيئات الأردنية والعربية والدولية. وقد شمل ذلك وضع "الإستراتيجية الاتصالية والإعلامية لإذكاء المشاركة السياسية ودعم تمكين المرأة" في دولة البحرين بصفته خبيرا منتدبا من قبل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي – المنامة – البحرين، وتحكيم وتمييز وتقييم طلبات الترقية الأكاديمية والبحوث (بصفة محكم خارجي) بناء على تكليف عدد من الجامعات والمراكز الأردنية والعربية والدولية، وإعداد مشروع إنشاء معهد أردني عال لدراسات الاتصال والعلاقات الدولية.
وكان قبل ذلك سفيرا فوق العادة ومفوضا للمملكة الأردنية الهاشمية لدى المملكة الهولندية ومندوبها الدائم لدى المنظمات الدولية في لاهاي (2000 – 2004). وشملت مسؤولياته صفة مندوب الأردن الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ومؤتمر لاهاي حول القانون الدولي الخاص، وعضوية المجلس الإداري للمحكمة الدائمة للتحكيم الدولي.
كما عمل سفيرا فوق العادة ومفوضا لدى جمهورية النمسا ومندوب الأردن الدائم لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في فيينا (1997 – 2000)، وانتخب رئيسا للمجموعة الآسيوية للبعثات الدائمة لدى منظمات الأمم المتحدة في فيينا لعام 1998 وعضوا في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية (1998 – 2000). وضمت مسؤولياته خلال تلك الفترة صفة مندوب الأردن الدائم لدى مكتب منظمة الأمم المتحدة في فيينا، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو)، ومنظمة الحظر الشامل للتجارب النووية، بالإضافة إلى اعتماده ممثلا للأردن لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (بصفة شريك متوسطي). كما تم اعتماد الدكتور العرموطي (خلال وجوده في النمسا) سفيرا فوق العادة ومفوضا غير مقيم لدى كل من جمهورية التشيك وجمهورية سلوفاكيا وجمهورية هنغاريا وجمهورية سلوفينيا وجمهورية كرواتيا بالإضافة إلى جمهورية البوسنة والهرسك.
وكان السفير العرموطي قد كلف قبل التحاقه بالعمل الدبلوماسي بمهمة الناطق الرسمي للدولة لشؤون الانتخابات لمجلس النواب الأردني الثالث عشر (خلال تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر 1997).
وأشغل الدكتور العرموطي حتى نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر 1997 منصب مستشار سمو ولي العهد (منذ عام 1989) والرئيس المؤسس للمعهد الدبلوماسي الأردني (منذ عام 1994) مع احتفاظه بمنصبه الاستشاري، وكان مديرا لقطاع الاتصال والعلاقات الدولية في المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا – الأردن (1987 – 1989) ومديرا مؤسسا لدائرة الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك – الأردن (1980 – 1986) وأستاذا للصحافة والإعلام خلال نفس الفترة، والمدير المؤسس لمهرجان جرش للثقافة والفنون (1980 – 1985). وقد بدأ حياته العملية في عام 1972 محررا وكاتبا في صحيفة "الرأي" الأردنية اليومية ومدير تحرير "الرأي الأسبوعي" ثم محرر نشرة الأخبار الانجليزية في التلفزيون الأردني.
كما كلف الدكتور العرموطي بالعديد من المهام الإضافية الخاصة من بينها مهمة المفوض الأردني العام لشؤون معرض أشبيلية العالمي في أسبانيا عام 1992 والمفوض العام لشؤون الأسبوع الأردني في اليابان عام 1995.
حصل الدكتور العرموطي على شهادة البكالوريوس في الدراسات السياسية من الجامعة الأمريكية في بيروت عام 1972، وواصل دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية فنال دبلوما في الصحافة من جامعة انديانا في بلومنجتون (مع دورة تدريبية في صحيفة "لوس أنجيلوس تايمز" و دورة أخرى في صحيفة "فيلادلفيا بوليتين")، وماجستير في الصحافة والاتصال الجماهيري من جامعة ميسوري في كولومبيا، أما شهادة الدكتوراه في الاتصال الدولي فقد نالها من جامعة وسكونسن – ماديسون في عام 1979 وأعقبها بقضاء سنة إقامة في كلية الصحافة والاتصال الجماهيري التابعة للجامعة ذاتها حصل بعدها على شهادة "الزمالة بعد الدكتوراه" في سياسات الاتصال والإدارة الإعلامية.
وحاز الدكتور العرموطي على رتبة الأستاذية في الاتصال الدولي وله العديد من الدراسات والبحوث في حقول الثقافة والاتصال والإعلام والشؤون الدولية وحرر عددا من الكتب العلمية التي أصدرتها جامعة اليرموك والمعهد الدبلوماسي الأردني، وهو عضو في هيئات ومجالس ولجان محلية وخارجية، كما قام بتنظيم العديد من المؤتمرات واللقاءات المحلية والإقليمية والدولية.
ويحمل السفير العرموطي وسام الاستقلال الأردني من الدرجة الأولى، ووسام الماريشال راديتسكي النمساوي من المرتبة العليا، ووسام الاستحقاق النمساوي من المرتبة العليا مع الوشاح، ووسام الاستحقاق الهولندي "أورانج ناساو" من المرتبة العليا.