انتهت الحكومة الصينية أخيرا، من ضبط أجهزة مرصد داوتشنغ الراديوي الشمسي، حيث سيبدأ العلماء العمل الرسمي فيه بحلول حزيران العام المقبل، الأمر الذي سيسهم في تطوير معرفة باحثي هذا النطاق بطقس الفضاء.
ويقع المرصد على حافة هضبة تشينغهاي في التبت، وهي منطقة نائية تماما يبلغ ارتفاعها أكثر من 3800 متر فوق مستوى سطح البحر.
ويساعد الارتفاع على حماية المرصد من الاضطرابات الجوية، وبالتالي ضمان سماء صافية قدر الإمكان، وهو ما يسمح للمرصد بالتقاط الإشارات الشمسية الضعيفة.
ويتكون المرصد -الذي يعد الأضخم في العالم- من 313 طبقا لاقطا بعرض 6 أمتار لكل واحد منها، تصنع مع بعضها البعض دائرة قطرها أكبر من 3 كيلومترات، حيث تم تصميم الأطباق اللاقطة لتشبه زهرة دوار الشمس، وتتبع الشمس ساعة بساعة.
ويهتم المرصد بشكل أساسي، بدراسة الانفجارات الشمسية وكيف تؤثر على الأرض، في نطاق التردد من 150 إلى 450 ميغا هرتز الذي يحقق تصويرا عالي الدقة للأحداث الشمسية.
وتعد الانفجارات الشمسية ظاهرة طبيعية تحدث من حين لآخر على سطح الشمس، تتسبب فيها طبيعة مادة الشمس، فهي تتكون من البلازما الساخنة في درجات حرارة مرتفعة للغاية، ولدى هذه البلازما "مجال مغناطيسي" قد يصبح قويا في بعض الأحيان فيصنع حلقات ضخمة من البلازما.
ويشبه الانفجار الشمسي أن تضغط زنبركا بقوة شديدة ثم تتركه فجأة، وذلك لأن تلك الحلقات الضخمة من البلازما تحبس داخلها قدرا عظيما من الطاقة، ثم تطلقها فجأة للفضاء، فتسير إلى الأرض والكواكب الأخرى في صورة رياح شمسية عاتية.
وعادة ما تكون الرياح الشمسية بلا تأثير على الأرض، لكن في حالة الانفجارات الشمسية القوية قد تؤثر بشكل جذري في أنظمة الملاحة والأقمار الصناعية، فتطفئها أو توقفها عن العمل للأبد، وقد يحدث الأمر نفسه مع محطات الطاقة الأرضية.
ويعد مرصد داوتشنغ الراديوي الشمسي جزءا من مشروع واعد للصين يسمى"ميريديان" انطلق عام 2008، ويتألف من شبكة من عدة محطات أرضية تهدف لمراقبة طقس الفضاء.
ولا يقف الأمر عند حدود الشمس، فهذه ليست المرة الأولى التي تتصدر فيها الصين بأكبر تلسكوب من نوعه، حيث بدأ العمل في تلسكوبها الراديوي الأكبر في العالم بقطر 500 متر، المسمى "فاست" عام 2016.