عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا، أوْ لِيصْمُتْ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جارَهُ، ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ والْيَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ).
رغَّبَ النبي -صلى الله عليه وسلم- معشر المؤمنين بحفظ اللسان، وقول الطيب من الكلام وأخيَره، فالذي يحمل في قلبه إيماناً بالله -تعالى-، وإيماناً بيوم القيامة وما فيه من حساب، يَضع نُصب عينيه حفظ لسانه، وعدم التفوّه إلّا بالخير، وبالكلمة الطيبة، وسوف يُؤجر على هذا الفعل في اليوم الآخِر، ومن لم يستطِع ذلك فعليه بالصّمت، فذلك أفضل له.
أهمية الكلمة الطيبة
لا شكّ أنّ القرآن الكريم، والسّنة النبوية الشريفة رغّبوا في الكلمة الطيبة، منها قول الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً).
وعدّها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- صدقةً كما ورد في قوله -صلى الله عليه وسلم-: (كُلُّ سُلامَى مِنَ النَّاسِ عليه صَدَقَةٌ، كُلَّ يَومٍ تَطْلُعُ فيه الشَّمْسُ، يَعْدِلُ بيْنَ الِاثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، ويُعِينُ الرَّجُلَ علَى دابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عليها، أوْ يَرْفَعُ عليها مَتاعَهُ صَدَقَةٌ، والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ، ويُمِيطُ الأذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ).
أضرار الكلمة الخبيثة
للكلام الخبيث مَضار عديدة، نذكر بعضها فيما يأتي:
الكلمة الخبيثة تُودي بصاحبها إلى الخسارة والهلاك في الدنيا والآخرة.
الكلمة الخبيثة تنشر الشَّرّ وكلّ ما هو سيّء وبغيض في النفوس والأنحاء.
الكلمة الخبيثة تُشبِهُ الشجرة التي لا تُنبِتُ إلا نباتاً مُرّاً لا يُستفاد منه ولا يُستساغ.
الكلمة الخبيثة يُحاسب عليها الإنسان، وهي مردودة لا تُقبل.
فوائد الصمت
للصَّمت وعدم الكلام في مقامه المناسب فوائد عديدة، نذكر بعضها فيما يأتي:
الصّمت مدعاة للاحترام والتّوقير.
الصّمت وعدم التحدّث بما لا يليق إشارة لكمال الإيمان بالله -تعالى-، وبالتالي كسب رضا الله -تعالى- ومحبّته، ومحبّة الناس.
الصّمت عن قول الحرام طريقٌ للفوز بالجَّنة ونعيمها، والنَّجاة من غضب الله وعقابه.
الصّمت عن قول المحرّمات يُنشئ مجتمعاً صالحاً سوياً، خالٍ من النزاعات والأحقاد، مبني على الاحترام المتبادل.
الصّمت يُعلّم صاحبه حسن الاستماع والإصغاء للآخرين.
الصّمت يحفظ اللسان من الوقوع في الأخطاء، والتلفّظ بما قد يُودِّي بصاحبه إلى سوء الحساب يوم القيامة.
الصّمت يوفّر لصاحبه الفرصة الجيّدة لاستثمار وقته بذكر الله - تعالى- وعبادته والانشغال به.
ملخص المقال: رغّب رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- الناس وأوصاهم بحفظ اللسان، وعدم التفوّه إلا بالخير، والكلام الطيب، وإن لم يستطع فليلتزم الصّمت فذلك أفضل له، وقد بيّن المقال عِدَّة مضار للكلمة الخبيثة، وذكر مجموعة من فوائد الصمت التي يحوزها صاحبه بالتزامه بذلك في مقامه المناسب.