من أكثر الشخصيات الاردنية التي نالت حظّا في المديح والإطراء ، والكثيرون كتبوا عن هذا الرجل ، وحين استعراض تاريخ رجالات الوطن ، نجد بأن معالي يوسف العيسوي رئيس الديوان الملكي الهاشمي العامر يتصدّر المشهد دون منافس .
ولكن ؛ لماذا كل ذلك ؟ أليس ما يقوم به هذا الرجل من خلال موقعه هو بمثابة واجب ، عليه القيام به على الوجه الأمثل كما نعلم جميعا ؟
أبو حسن ؛ شخص مختلف ، وشخصية تجاوزت المألوف ، لم يأت وفي فمه ملعقة من ذهب ، لقد جاء من بيئة الفقراء ، لذلك هو يدرك معنى الفقر والحاجة ، ويعلم تماما بأنّ الأردنيين جميعا يثقون بصورة مطلقة بالقصر والديوان ، ولديهم القناعة بأنّ مجرّد وصولهم الى هناك فالحلّ حتما موجود .
يوسف العيسوي عمل على تغيير الصورة ، ووضع ( بروازا ) جديدا يتلائم مع الواقع الجديد ، لم يعد الديوان الملكي حكرا على أحد ، بل أصبح للجميع ، والفقراء في المقدّمة عند الرجل الأول فيه .. يوسف العيسوي .
هو مختلف ، نظرا لبساطته ، لا ينفعل أبدا ، هاديء الطباع ، يستمع أكثر مما يتكلّم ، لا يردّ صاحب حاجة ، قريب من كل الناس دون استثناء ، لا يرغب في الجلوس إلى مكتبه إلّا حين الحاجة ، هو مع الناس ، لأنه من طينتهم ، ولم يهبط عليهم بالبراشوت كالكثير من المسؤولين .
وحين تبدأ حياتك جنديا في القوات المسلحة ، تدرك معنى الإلتزام وأهمية القيام بواجباتك دون تأخير أو مماطلة ، وهي مصطلحات لا يعرفها أبو حسن ، أفعاله تدلّ عليه ، وإذا وعد أوفى ، هؤلاء هم الرجال الذين نحتاج إليهم في كافة مواقع صنع القرار .
معالي ابو حسن طويل روح ، مستمع جيدا ، رغم حجم المسؤوليات الكبرى ، وضغط اللقاءات اليومية مع مختلف أطياف الشعب الأردني.
وحفظ الله الوطن من كل مكروه في ظل صاحب التاج والهامة العالية