يعرف التجنيد الإجباري أو الإلزامي بأنه فرض الدولة الخدمة العسكرية على مواطنيها بهدف تكوين تعبئة عسكرية كاملة بتعويض أي نقص قد يحدث في أعداد المقاتلين أثناء الحرب أيّ أنّ الجيش يلجأ إلى استدعاء أعداد من المجندين عند الحاجة، والجدير بالذكر أنّ بعض الدول قد تفرض عقوبات إلى بعض المواطنين إن لم يفعلوا ذلك.
ويُشار إلى أنّ هناك العديد من الدول التي تطبق هذا المفهوم في الوقت الحاضر وذلك لمواطنيها الذكور البالغين من 18 إلى 25 عامًا بفترة تتراوح ما بين 12 إلى 24 شهراً، ومنها؛ الصين، وكوريا الجنوبية، وكولومبيا، وروسيا، بالإضافة إلى السويد، والبرازيل، كما أنّ هناك بعض الدول تطبقه على النساء مثل فرنسا.
نشأة مفهوم التجنيد الإجباري
نشأ مفهوم التجنيد الإجباري في عدّة مراحل هامة، من أبرزها ما يأتي:
يُشار تاريخيًا إلى أن هذا المفهوم كان موجودًا منذ الحضارة المصرية، وذلك في 27 قبل الميلاد.
أنشأت الجمهورية الفرنسية أول نظام وطني شامل للتجنيد في الحروب وذلك ما بعد الثورة الفرنسية، كما أضفى نابليون الطابع المؤسسي لهذه الخدمة بعد أن أصبح إمبراطورًا في عام 1803، ومن ثم تم إيقاف هذا النظام في عام 1815.
طورت بروسيا نظام التجنيد على أساس مبدأ الخدمة الشاملة، ومنها أصبح هذا النموذج منتشرًا بشكل أوسع في دول أوروبا، وذلك بين عاميّ 1807 إلى 1815.
أعادت فرنسا تطبيق مفهوم التجنيد الإجباري عام 1872 بعد هزيمتها عام 1871 لكن القانون لم يطبق بالتساوي على جميع المواطنين.
أصبح نظام التجنيد الإجباري شائعًا في جميع أنحاء أوروبا خلال القرن 19 كما أصبح شائعًا في روسيا لكن بشكل مختلف بحيث يُجند بعض الأشخاص في هذه الخدمة مدى الحياة ثم تم تخفيضها إلى 15 سنة بحلول عام 1860.
طُبق التجنيد الإجباري في الولايات المتحدة بسبب الحرب الأهلية من قبل الشمال والجنوب بين عاميّ 1861 إلى 1865.
جرت عمليات التجنيد في الحرب العالمية الأولى والثانية على نطاق أوسع لم يشهد لها مثيلًا في التاريخ، وذلك بسبب الطابع القتالي العنيف في كلا الحربين.
إيجابيات التجنيد الإجباري
عند تطبيق التجنيد الإجباري أو الإلزامي في الدول فإنه يتبعه إيجابيات عدّة، منها ما يأتي:
وجود عدد كافٍ من المجندين للدفاع عن الدولة في حال حدوث طارئ ما.
تعلم المجندون الانضباط بكافة أنواعه.
تنمية الشخصية وتعزيز الثقة بالنفس بسبب التعرض لخبرات عدّة في مراكز التجنيد.
تعلم المجندون التحضير الجيد للعمل في الوظائف المستقبلية.
التحسين من مستوى اللياقة البدنية.
المساعدة على تنمية وتعزيز مفهوم حب الوطن لدى المجندين.
تعلم المجندون مهارات عدة خلال الخدمة العسكرية.
سلبيات التجنيد الإجباري
بالرغم من إيجابيات التجنيد الإجباري إلا أنّهُ يوجد له بعض السلبيات، أبرزها ما يأتي:
يُمكن أن تُعدّ الخدمة العسكرية صعبة على بعض المجندين.
يُمكن أن تسبب مشاكل نفسية أو عقلية.
يُمكن أن يتعرض بعض المجندين إلى حوادث جسدية صعبة أثناء تأديتهم للخدمة العسكرية.