ويترعرع في صفوفكم وبين إخوته وأخوانه من ابنائكم وبناتكم، وحين يشتد به العود، ويقوى له الساعد، سيذكر ذلك اللقاء الخالد الذي لقي به كل واحد منكم بشرى مولده، وسيذكر تلك البهجة العميقة، التي شاءت محبتكم ووفائكم إلا أن تفجر أنهارها في كل قلب من قلوبكم، وعندها سيعرف عبدالله كيف يكون كأبيه، الخادم المخلص لهذه الأسرة، والجندي الأمين في جيش العروبة والإسلام ".
بهذه الكلمات خاطب المغفور له بإذن الله الملك الحسين طيب الله ثراه الأسرة الأردنية وهو يزف لها بشرى مولد جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ...فبحكمة وحنكة القائد الملهم وقبل ما يزيد على ستين عام، إستشرف الحسين رحمه الله المستقبل بقدوم جلالة الملك عبدالله فنذره للوطن والأمة لتكون البدايات والتي هي امتداد لتاريخ عريق أرساه الهاشميون لبناء دولة القوة والثبات .
ونحن إذ نزهو بالانجاز ونسعد بعيد ميلاد القائد فإننا نؤكد على ولائنا وإخلاصنا وعهدنا الصادق وانتمائنا الحر لقيادتنا الهاشمية الحكيمة التي خاطبتنا دوما" بخطاب العمل ومفردات الوفاء وجعلت من الواقع لا الخيال كتابا " مفتوحا" لتدوين ملاحم إنجازاته المتوالية .
فلقد ساهم جلالته في تعزيز دور الأردن الايجابي في العالم العربي وعلى الساحة الدولية والبحث عن الحل العادل والدائم والشامل لقضية الصراع العربي الإسرائيلي فهي القيادة التي تزن الأمور بحكمة الحكماء، القيادة المؤمنة بربها، الواثقة بشعبها، والعاشقة لوطنها وأمتها .
ويواصل جلالته النذر الهاشمي ويتقدم نحو بناء الوطن الأردني النموذج ، وخدمة الأمة بأمانة وإخلاص ووطنية، وبفضل قيادة جلالته أصبح الأردن إنموذجا يشار اليه في إرساء مزيد من العلاقات المتينة مع أشقائه العرب وأمته الإسلامية واصدقائه في كل انحاء العالم ، ووسط هذا السيل من الأماني والأحلام الطموحة التي يحملها المليك المفدى بيد لأبناء شعبه فقد حمل بالأخرى أوجاع الأمة وإجتهد كثيرا باحثا عن علاج لأزماتها التي لا تنتهي .
نحتفل بميلاد القائد وفخرنا به لا يقل عن فخره بأبناء شعبه كيف لا ونحن نستذكر كلماته في بداية عهده الميمون حين قال : ( إني نذرت نفسي لخدمة شعبي الأردني الوفي العربي الضمير والرسالة الذي أعتز بالإنتماء إليه وأفاخر الدنيا بأصالته .