نيروز الإخبارية :
بقلم : الدكتور حازم الحجازين
التطوع هو عمل اختياري يشير إلى فعل التبرع بالوقت والمهارات والجهد لمساعدة الآخرين أو قضية دون مقابل. يمكن أن يتخذ العديد من الأشكال ايضا ، بما في ذلك العمل مع منظمة غير ربحية أو خدمة المجتمع أو المشاركة في الحركات الاجتماعية .
الحركات الاجتماعية هي إجراءات جماعية تهدف إلى إحداث تغيير سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي. غالبًا ما تتضمن التطوع ، حيث يجتمع الناس للدفاع عن قضيتهم ولفت الانتباه إلى قضية ما. تشمل الأمثلة على الحركات الاجتماعية حركة الحقوق المدنية ، وحركة حق المرأة في التصويت ، وقضايا تمس اكبر عدد من الناس .
يمكن أن يلعب التطوع دورًا رئيسيًا في الحركات الاجتماعية من خلال توفير الموارد ونشر الوعي وبناء الإحساس بالانتماء والولاء للمجتمع بين المشاركين. ومع ذلك ، من المهم ملاحظة أن الحركات الاجتماعية يمكن أن تتطلب أيضًا جهدًا والتزامًا مستمرين على مدى فترة زمنية أطول ، تتجاوز مجرد التطوع لحين تحقيق الهدف .
بالإضافة إلى فوائد التطوع ، مثل فرصة إحداث تأثير إيجابي وتطوير مهارات جديدة ، يمكن أن توفر المشاركة في الحركات الاجتماعية أيضًا إحساسًا بالهدف والانتماء. يسمح للأفراد بالتواصل مع الآخرين الذين يتشاركون نفس القيم والأهداف ، والعمل معًا لتحقيق هدف مشترك. يمكن للحركات الاجتماعية أيضًا أن تحدث تغييرًا منهجيًا ، حيث يجتمع الناس معًا لتحدي هياكل السلطة القائمة والدعوة إلى سياسات تعالج عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية .
ومع ذلك ، من المهم أيضًا مراعاة المخاطر المحتملة المرتبطة بالتطوع في الحركات الاجتماعية. اعتمادًا على السبب والموقع ، يمكن أن يكون النشاط خطيرًا ويعرض المشاركين لخطر الاعتقال أو الإصابة أو المضايقة. من المهم للأفراد تثقيف أنفسهم حول المخاطر المحتملة واتخاذ قرارات مستنيرة حول مستوى مشاركتهم وان لا يسمحو بجهه خارجية بالتدخل .
بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن يساعد التطوع في الحركات الاجتماعية أيضًا على زيادة الوعي ولفت الانتباه إلى القضايا المهمة. يمكن للمتطوعين ، من خلال أعمالهم ودعوتهم ، المساعدة في تغيير الرأي العام والتأثير في السياسات التي تؤثر على مجتمعاتهم. جعلت وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها من أشكال الاتصال الرقمي من السهل على الأفراد أكثر من أي وقت مضى مشاركة قصصهم وخبراتهم ووجهات نظرهم ، والتي يمكن أن تساعد في تضخيم تأثير الحركة الاجتماعية.
علاوة على ذلك ، يمكن أن يكون للمشاركة في الحركات الاجتماعية تأثير شخصي على المتطوعين. من خلال العمل نحو هدف مشترك والتواصل مع الآخرين ، يمكن للمتطوعين تطوير شعور أكبر بالتعاطف والتفاهم والرحمة. يمكنهم أيضًا التعرف على تعقيدات القضايا المختلفة والطرق التي تتقاطع بها مع بعضها البعض ، والتي يمكن أن توسع وجهات نظرهم وتعمق فهمهم للعالم .
يمكن أن يؤدي التطوع في الحركات الاجتماعية إلى إحداث تغيير ذي مغزى ، سواء بالنسبة للأفراد أو للمجتمع ككل. إنها فرصة للناس للالتقاء والدفاع عن معتقداتهم والعمل من أجل مستقبل أفضل للجميع .
من المهم أيضًا ملاحظة أن الحركات الاجتماعية لا تقتصر على نوع واحد من الأسباب أو القضايا. يمكن أن تشمل مجموعة واسعة من المواضيع ، من حماية البيئة وحقوق الإنسان إلى الرعاية الصحية وإصلاح التعليم. يعكس تنوع الحركات الاجتماعية التحديات المعقدة والمترابطة التي يواجهها الأفراد والمجتمعات .
لكي تكون الحركات الاجتماعية فعالة ، من الضروري أن تحظى بدعم شريحة عريضة من المجتمع. هذا يعني أنه من المهم للمتطوعين التعامل مع أشخاص من خلفيات وخبرات ووجهات نظر مختلفة ، والعمل معًا لتحقيق هدف مشترك. عندما يجتمع أشخاص من مجتمعات متنوعة لدعم قضية ما ، يمكنهم تقديم وجهات نظر ومهارات وموارد فريدة للحركة ، والتي يمكن أن تعزز تأثيرها وتساعدها على تحقيق أهدافها بشكل أكثر فعالية ..
في الختام ، يعد التطوع في الحركات الاجتماعية وسيلة مهمة للأفراد لإحداث تأثير إيجابي والمساهمة في خلق عالم أفضل. سواء من خلال المناصرة أو خدمة المجتمع أو أي أشكال أخرى من النشاط ، يتمتع المتطوعون بالقدرة على إحداث تغيير ذي مغزى وتشكيل المستقبل الافضل لابنائهم والنقطة الاهم ان تكون جميع الفعاليات ضمن القانون مع الحفاض على مقدرات الوطن .
