بحمد الله وشكرة هطلت بشائر الخير والبركة من مياه الامطار والثلوج وكانت غزيرة هنا وهناك وزاد جريان الاودية وامتلئت بعض السدود بالمياه وقد استبشر المواطنيين بموسم زراعي جيد وفصل صيفي امن يوفر لهم حاجاتهم من مياه الشرب, لكن هناك كميات كبيرة من المياه ذهبت هدرا دون الاستفادة منها وهذا يتطلب منا الاستثمار والاستفادة منها لاننا بحاجة ماسة الى كل قطرة ماء, لوضعنا المائي الصعب لابد من الاستفادة وتجميع كل قطرة ماء بطرق علمية وتقنيات حديثة يتم تخزينها والاستفادة منها في المستقبل.
نقص المياه يعتبر من التحديات المتنامية التي تشكل تهديدا للامن الانساني للاردنيين ولا تحتمل التاخير وتؤثر على السلم والامن المجتمعي وهناك عدة طروحات للمساهمة في حلول هذة المشكلة ابرزها كلفة استخراج المياه الجوفية العميقة ومشروع الناقل الوطني وحقوق الاردن في المياه المشتركة مع دول الجوار ومياه معاهدة السلام والدعم المالي من الاشقاء في دول الخليج والاصدقاء في امريكا واوروبا لمساعدتنا في تمويل المشاريع المائية لكن كل هذا لن يكون الخطوة الاولى في حل مشكلة المياه او الحد منها ارى ان هناك عدة مسارات هامة يجب العمل عليها لنستطيع التغلب على المشكلة ووضع الحلول المناسبة.
المسار الاول ترتيب بيتنا الداخلي في ادارة مواردنا المائية ادارة متكاملة واولها مشاركة المواطن في ادارة المياه والمحافظة عليها المرحلة تتطلب ان يكون المواطن شريكا حقيقيا في التخطيط وادارة مساقط المياه بصورة سليمة تتمثل في ترشيد الاستهلاك والمحافظة على المياه ورفع مستوى الوعي لجميع شرائح المجتمع الاردني وعلى كل فرد واسرة تحمل المسوؤلية وجمع مياه الامطار في ابار منزلية اما المسار الثاني هو تشريعي قانوني يرفع مستوى الاهتمام بحفظ وصيانة الموارد المائية وعدم الاعتداء عليها وفق منظومة تشريعية منظمة واعتبار الاعتداء على مصادر المياه جريمة كبرى يعاقب عليها القانون بشدة وبعدالة وبدون تهاون, المسار الثالث تقني ومهني وهو مواجهة النسبة العاليه من الفاقد المائي والتي تصل في بعض المناطق الى 70% عبروصلات غير مشروعة واهتراء في الشبكات والحصول على مياه بطريقة غير مشروعة ورفع كفاءة ومستويات العاملين في ادارة المياه للتعامل مع التغيرات المناخية, اما المسار الرابع فهو البحث عن مصادر مائية جديدة من خلال الحصاد المائي والسدود والحفائر الترابية والتعاون مع دول الجوار في مشاريع مائية كبرى, المسار الخامس هام وضروري يتمثل في اصلاح الخلل الناتج عن الزراعات المختلفة وانشاء المخيمات السكانية على الاحواض المائية فلا بد من معالجتها وحماية الاحواض المائية والا فانها ستدمر الاحواض المائية الجوفية وتعد كارثة كبرى تهدد مستقبل الامن المائي وتؤثر على السلم المجتمعي.