فجرٌ جديد ، أطلّ علينا في السابع من شباط ، يحمل في بواطنه العجب العُجاب ، وكأنه يخبرنا عن أمرٍ مريبٍ سيحدث لنا عاجلًا أم آجلا .
زلزالٌ مدمرٌ بقوة 7.8 ريختر ، ضرب الجنوب الشرقي من دولة تركيا ، وجزء من الشمال السوري ، أسفر عنه ؛ دمار المئات من المباني ، وإزهاق الآلاف من الأرواح ، إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي خلفها لمن نجا من هذه الفاجعة من تحت الأنقاض .
فجع العالم أجمع بما حلَّ في البلدين ، وبدأت الدول المجاورة والصديقة فور سماعها الخبر بإرسال فرق الطوارئ والإنقاذ ، إضافة إلى الطائرات المحملة بالمساعدات الغذائية والإيوائية ، حتى يتمكنوا قدر استطاعتهم أن يقفوا جنبا إلى جنب ، بجانب إخوتهم لآدم بحكم إنسانيتهم ، بغض النظر عن الجنس واللون والعرق والعقيدة .
ما شاهدناه بدايةً مؤلم جدًا ، وأسال الله سبحانه وتعالى ، أن يرحم جميع من لاقى ربه في ذلك الحدث المؤسف ، ونسأله جلَّ في علاه الشفاء العاجل لمن نجا من تلك الفاجعة .
في تلك الأثناء ، كنا نرتقب على عُجالة من أمرنا أخبار من هنا أو هناك ، تفيد لنا بوضوح ما يدور في أرض الفاجعة ، وللأسف الشديد ، كنا نشاهد وبوضوح الإهتمام الكبير الذي قُدم لمدن تركيا المتضررة ، وفي الوقت ذاته ما حلَّ بالشمال السوري ، والذي قضى أطفاله نحبهم وهم يئنون تحت الركام لساعات وساعات ، ولا بواكي لهم ، فلا رافعات ولا فرق إسعاف ولا مساعدات ، حتى أصبح الناجون منهم ، يسعفون مَن تحت الركام بأيديهم وبأدواتهم التقليدية البسيطة ، كان ذلك حسب ما صرح به أهالي الشمال السوري في فيديوهات قصيرة لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، يطلبون من خلالها العون والمساعدة لإنقاذ مَن هم تحت الركام ، وما أن وصلت فرق الإنقاذ بعد أيام ، كان من تحت الركام قد فارق الحياة وقُطع أنينه .
ختاما : صمت الأنين تحت الركام ، وفرق الإنقاذ الموجودة حاليًا ، تنتشل جثثًا لا روح فيها ، فالأرواح ذهبت لرب رحيم ، سيسمع شكواها بكل تأكيد ، وسينتصر لهم وقت ما ، رحم الله من مات في هذه الفاجعة ، والشفاء العاجل لمن نجا بحياته .