في غمرة احتفالات دولة الكويت الشقيقة بالعيد الوطني الستين للاستقلال والذي صادف يوم امس الاربعاء ٢٥ فبراير ، نبث رسالة ملؤها اجمل التبريكات والتهنئة والحب للشعب الكويتي الشقيق ، تأكيداً لعمق علاقات التعاون الاخوي المتينة التي تربط دولة الكويت بالمملكة الاردنية الهاشمية بفضل رعاية واهتمام الارادة السياسية في البلدين وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني واخيه سمو الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح امير دولة الكويت .
لقد حظيت دولة الكويت باستقلالها على يد المغفور له سمو الشيخ عبد الله السالم الصباح في ١٩ حزيران عام ١٩٦١ حيث ألغى -رحمه الله- اتفاقية ٢٣ كانون الثاني عام ١٨٩٩ الموقعة بين دولة الكويت وبريطانيا ، ومنذ فجر الاستقلال والكويت تسير بخطى حثيثة نحو النهضة والتنمية الشاملة لبناء الإنسان الكويتي وتحقيق الرفاهية لتنطلق إلى العالم دولة مستقلة ذات سيادة تسعى لإثبات وجودها وتسهم في صناعة السلام وبناء الإنسان والعيش الكريم له تحت القيادة الرشيدة لآل الصباح الميامين.
في ظل صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الذي تمت مبايعة سموه بالإجماع أميرا لدولة الكويت في ٢٩ سبتمبر ٢٠٢٠ ، بعد وفاه سمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه الذي حرصت في عهده دولة الكويت على إقامة علاقات وثيقة مع الدول العربية والصديقة في شتى أنحاء العالم بفضل سياستها الرائدة الحكيمة في التعامل مع مختلف القضايا الإقليمية والدولية وسعيها الدائم إلى تحقيق الأمن والسلام في العالم.
وعلى الصعيد الإنساني لم تتوانَ دولة الكويت عن تقديم يد العون والمساعدة لأشقائها وأصدقائها لمواجهة الأزمات والكوارث التي تجتاح مختلف مناطق العالم.
العلاقات الكويتية - الاردنية بنيت على قاعدة صلبة اساسها مصالح البلدين والشعبين الشقيقين وتتطور باضطراد مستمر بما يحقق تطلعات البلدين الى المزيد من التعاون والتنسيق لتقديم النموذج الحي للتعاون العربي، حيث تطلع دولة الكويت الى المزيد من التعاون مع الاردن في اطار العمل العربي المشترك واجماعهما على الدفاع عن قضايا الامة العربية ومصالحها العليا وامن واستقرار المنطقة والسعي نحو تعاون اقتصادي يحقق الازدهار للمنطقة.
إن الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين اسهمت في تعزيز العلاقات الاخوية التي تربط قيادتي البلدين الشقيقين وشكلت خطوة لافتة على طريق تطوير التعاون الثنائي وفتح افاق جديدة للتعاون في مختلف الميادين خصوصا في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وبما ينعكس ايجابا على مصلحة الشعبين الشقيقين، حيث يشير الاشقاء الكويتيين بمناخ الاستثمار في الاردن حيث يعمل الاردن على تقدم التسهيلات الممكنة لرجال الاعمال والمستثمرين الكويتيين للحفاظ على التدفق الاستثماري الكويتي الحيوي وزيادة الاستثمارات الكويتية في الاردن التي تعد الاولى بين مثيلاتها العربية والاجنبية وتسهم بشكل ملحوظ في تنمية الاقتصاد الاردني، حيث ان التعاون الاقتصادي الأردني- الكويتي نموذج للتعاون العربي .
وفي سياق ما تقدم فان دولة الكويت الشقيقة تتطلع دائماً للمزيد من التعاون في جميع القطاعات ليكون بمستوى العلاقة المتينة والمميزة التي تربط قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين الأردني والكويتي، بتوجيه القيادة السياسية في دولة الكويت والاردن والتي اولت العلاقات بين البلدين اهمية كبيرة، الامر الذي اسهم في تحقيق نقلة نوعية لهذه العلاقات التي رفعت الاستثمارات الكويتية في الاردن الى نحو كبير واصبحت تشكل مثالا يحتذى في العلاقات العربية-العربية.
بقي أن أقول: أن الاستثمارات الكويتيه في الاردن اسهمت في تعزيز التكامل الاقتصادي التنموي، والتي تشكل رافدا اقتصاديا مهما للمملكة يعزز القيمة المضافة لمختلف قطاعات الانتاج ويخفف من حدة البطالة وتسهم في احداث التنمية المستدامة في محافظات المملكة مستفيدة من مناخ الامن والامان والاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يتمتع به الاردن حيث ان القطاعات التي تعمل فيها الاستثمارات الكويتية تتوزع على الصناعة والفنادق والمستشفيات والعقارات والسوق المالي، مع التأكيد على ضرورة العمل على زيادة التبادل التجاري ليرتقي الى مستوى العلاقات السياسية التي تربط البلدين الشقيقين.
واخيرا وفي هذه المناسبة العزيزة، اتقدم مرة أخرى بأحر التهاني وأصدق المشاعر للشعب الكويتي الشقيق وقد تحققت تطلعاته بمزيد من التقدم والازدهار، في ظل قيادته الحكيمة .