واصل بيت الشعر – المفرق احتفاليته لليوم الثاني بمناسبة اليوم العالمي للشعر ، حيث أقيمت الأمسية الشعرية الثانية مساء الثلاثاء 21/3/2023 في مركز إربد الثقافي ، بحضور مدير بيت الشعر فيصل السرحان وبمشاركة عدد من الشعراء المبدعين ، وبحضور المهتمين وعشاق الشعر .
أدار الأمسية مدير ثقافة إربد الشاعر والقاص عاقل الخوالدة الذي قدم الشعراء المشاركين بأسلوبه الأدبي التلقائي الملفت ، حيث قدم الشعراء المشاركون أجمل ما كتبوا من القصيد ، الشاعر محمد حامد العموش استهل القراءات وقد أرسل فيض شعوره ونبضات إحساسه بأسلوب مميز بهي ، ومما قرأه رثاءً لوالده عليه رحمة الله :
يـُـبـَـدِّلُني كـَـتبديلِ الثــيابِ
تـَـعـبتُ مـِنَ الحـَـنينِ إليكَ " يابي "
كأنّ الشـَّـوقَ في الظـَّـلماءِ لـَـحـْـدٌ
بـِـهُ عـُـوقـِـبتُ مـِـنْ قـَـبلِ الحـِـسـابِ
ولي تحتَ التـُّـرابِ عليكَ عـُـتبى
بما أضـنيتـَـني فوقَ التـُّـرابِ
وأثـْـقـَـلُ ما يـكونُ الشـِّـعرُ حـِمـْـلاً
إذا اخـْـتـَـلَطَ الرِّثاءُ معَ العـِـتـابِ
بكيتُ ولمْ يـَـروا في العينِ دَمـْعـَـاً
كـَـما بـَـكـَـتِ الشـُّـيوخُ على الشـَّـبابِ
مـُـصابي فيكَ أكبرُ مـِنْ دُمـوعي
وَدَمعُ الكـِـبرِ أعظـَـمُ مـِـنْ مـُـصابي
الشاعر عمر أبو الهيجاء قدم نصوصا إبداعية ، منها :
( ما من أحد )
قليلاً أرح يا صديقي الجسدْ،
وخضب يديكَ فضاءً جديدا
فهذي الأصابعُ ترنو
إلى واحة القلب حتى تعشَّب ورداً
بدا أخضرا،
قليلاً أرح ظلّنا فوق درب الندامى
وفكَّ انتسابَ الزمانِ لهذا الزردْ
لألهث خلف البراري
أنادم روحي
أشق الرحيل فضاء
ودربا،
وأطلقُ كل الذي اشتهيه
وألهث نحو إمتداد الفصولِ
التي تصعد الآن نحوي
ونحو الزندْ
فقلبي طليق
وما من أحدْ.
الشاعر أحمد الكناني، ألقى مجموعة من قصائده عميقة المعنى ، منها :
( عتب)
عاتبٌ أيّتها البلاد التي ضاقَ صدرُ أبنائها بالكلام
ولو أنّهم يرعوونَ
ما أذبلَ البردُ أزهارَهم
ولا غافلَ القحطُ أشجارَهم
يا إلهي
كأنّنا ننفخُ في قربةٍ مثقوبةٍ
كأنّنا نرجُمُ
أشجارَنا المثمراتِ بحجارةِ ألسنتِنا
ثمّ نبكي نادمين
ونلقي على خساراتنا آياتِ حزننا والسّلام
الشاعرة د. إيمان العمري كانت صوتاً شعرياً نسائيا مميزاً ، وقد قدمت في هذه الأمسية الشعرية فيضا من روحها الشعرية ، ومما قرأته :
يقول الوجد للأشواق زيدي
أعيدي ما نزفت لنا أعيدي
فينكسر اليراع على اصطباري
وينتحب المداد على قصيدي
وأوقد من رفات الحبّ شمعاً
وأهذي الشعر باكية بريدي
فلا العينان ترسل بعض نور
ولا البوح المقرح بي معيدي
وروحي ليس تشفى حين أشدو
ولا الأشواق تهدأ في وريدي
الشاعر أحمد طناش الشطناوي أرسل نبضه الشعري من خلال قصائده التي أبدعها في هذه الأمسية ، ومنها :
آخر الندماء
للشعر وجه آخر كالماء
فاشرب لعلك آخر الندماء
واشرب على مهل إذا أدركته
لا يفقه الشعراء كالشعراء
بيتان واحتار البناء بلذة الـ
هدم المراوغ في أنين بنائي
بيتان وانزاح المجاز عن
ارتكاب الإثم في صيرورة البنّاء
بيتان وارتعدت فرائس غرفة الـ
تحقيق وانساقت تسير ورائي
بيتان وانطفأ السراج على
أنين القاصدين خريطتي وسمائي
والآن أنت على المجاز ترتب
التمكين في تقديرك الإنشائي
الآن تتـرك للفضاء نجومه
وتعود تنشئ حالة الإيحاء
وإمامك المصلوب في جذع القصيـ
ـدة يسأل الأبيات عن إمضائي
لن تشرب الغيمات دمعة حيرتي
لن يبكي الصحراء فصل شتائي
نزل الرذاذ على أريكة دمعتـي
فتبللت مرآتيَ الحبلى بدائي
وتساقط التأويل من كأسي على
ظلي المسجى في عيون عرائي
أمشي على عجل وظلي واقف
في دهشة لم يلتفت لندائي
ما سدرة التأويل إلا ماؤك المسـك
كوبَ ليلا في رحيق إنائي
ما زلت تبحث في حضوري تاركا
أثر الذبول وقهوتي وفضائي
وتقول أَفْلت من لحونك واقــــ
تبس للماء لحنا آخرا من مائي
وفي ختام الأمسية قام السيد مدير بيت الشعر بتكريم المشاركين بالدروع التذكارية ، وقدم السيد مدير ثقافة أربد درعا تذكاريا لبيت الشعر ، وبذلك تختتم هذه الاحتفالية الشعرية التي قامت بعمل التغطية التلفزيونية لها قناة الشارقة الفضائية .