بيّنت الدراسة العلمية المشتركة التي أجراها معهد الاعلام الاردني ومعهد الدوحة للدراسات العليا ومركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردني عام 2020 م ، أنّ المؤشر العام للثقة بوسائل الاعلام في الاردن بلغ في مجمله (46.3%) ، وهي نسبة متدنية لم تصل الى الحد الفاصل المتوازي، وهي بذلك تعدّ قريبة الى حد ما من المؤشرات المعتمدة عالمياً في مجال الثقة بالاخبار والمعلومات. تناولت هذه الدراسة القيّمة مؤشر الثقة بوسائل الإعلام الأردنيّة في القطاعين العام والخاص، والذي غطّى ( القنوات التّلفزيونيّة، الصّحف اليوميّة، الإذاعات، المواقع الإخباريّة ، شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها).
إشتمل المؤشرالعام للدراسة على متوسط خمسة مؤشرات فرعيّة:
أوّلها : معدل الاعتماد على وسائل الإعلام في الحصول على الأخبار في أوقات الطوارئ والأزمات وفي الأوقات العادية، وحُسب هذا المؤشر من خلال متوسط الذين يعتمدون وسائل الإعلام )القنوات التّلفزيونيّة، الصّحف، الإذاعات، المواقع الإخباريّة) في الحصول على الأخبار من بين مجموعة من المصادر الأخرى وجاء معدل الاعتمادية فيه بنسبة (45.8 %) وهذا يؤشر برأيي الى ضرورة الالتفات نحو البحث في أسباب هذه النسبة المتدنية والعمل على رفعها في المستقبل القريب.
ثانيها: معدل الثّقة بالأخبارالتي تقدمها وسائل الإعام الأردنيّة حسب مجال أو موضوع التّغطية الإعلاميّة (الشؤون السّياسيّة المحليّة، الشّؤون السياسيّة الاقليميّة، الخدمات العامة، الاقتصاد والشّؤون الماليّة)، وجاء معدل الثّقة بأخبار وسائل الإعلام الأردنيّة المتخصصة نحو (% 36.3 ) وهي نسبة متدنية أيضاً تحتاج الى تفكّر وتدبّر لانها تمسّ حياة المواطن بشكل مباشر وتؤثر في مستوى الرفاهية التي ينشدها.
ثالثها : الالتزام الأخلاقي والمهني، وجاء هذا المؤشر الأعلى بين المؤشرات الفرعيّة بمعدل (63.3 %)، وقاس هذا المؤشر 12 مؤشرًا فرعيًا للتعرّف على مدى ثقة الجمهور بالأداء الأخلاقي والمهنيّ ، وأعتقد أن سبب ذلك يعود الى الثقافة الموروثة ومستوى التعليم والتخصص في مجال علوم الاعلام والاتصال.
رابعها : ثقة الجمهور في دور الإعلام والإعلاميين في تفسير وتحليل الشّؤون العامّة الأردنيّة، وجاء هذا المؤشر الأدنى وبنسبة (% 28.4) ، وأعتبرت الدراسة مرد ذلك الى تراجع عدد المتابعين لوسائل الإعلام التي تقوم بهذه المهمة.
خامسها : الثّقة بمصداقية وسائل الإعلام الأردنيّة، وجاءت بنسبة (% 56.9 ) وهي نسبة مقبولة وتؤسس لمزيد من إرتفاع مؤشر الثقة لدى الجمهور الاردني إذا ما أحسن العمل على تطوير وتحديث المحتوى الاعلامي وتحصين العاملين فيها .
ختاماً، هذا جهد تشكر عليه جميع المؤسسات التي شاركت بإنجازه، وأدعو كافة الجهات المعنية في القطاعين العام والخاص الى التفكّر في نهجه ونتائجه، والعمل على تطبيق إستراتيجيات " الاستمالات الاقناعية الملاءمة " ونماذج " جروينج وهانت " الاتصالية التي تكفل رفع معدلات المؤشرات الضعيفة الى مستويات أفضل.