كانت كل مدارج الحياة تقول أن من حق الإنسان أن يشارك في صنع القرارات التي تؤثر فيه وفي بيئته من خلال اتخاذ القرار جمعياًِ أو من خلال دراسته وإعداده.
وبقي المواطن الأردني عموماً والمتخصص تحديداً يطرق أبواباً كثيرة وفي حالات نادرة ينجح في إيصال فكرته ،وتخضع للدراسات من الجهة المانحة أو الجهة صاحبة القرار.
وللأسف يغلب على كل هذه الدراسات والاقتراحات أن تطوى في الأدراج. ولكن هذه المرة اختلفت الصورة، فلقد قمت قبل عام بإعداد مقالة تحوي دراسات سابقة عن الفوسفات في الجهة الشرقية وكانت هذه المقالة معنونة ب "ثروات بلادي …فوسفات الرويشد” في جهد كبير وواضح لزملاء لي فيما كان سابقا يسمى "سلطة المصادر الطبيعية” وكنت من خلالها أطالب الدولة إيلاء الاستثمار في فوسفات المنطقة الشرقية لما فيه من خير سيعم ، وكذلك تم عمل منتدى منبثق من "منتدى الابتكار والتنمية ” الذي أسسه الأستاذ الدكتور محمد الفرجات من جامعة الحسين بن طلال ونخبة من القامات في تلك الآونة يتحدث فيه عن إنشاء مؤسسة مساهمة عامة من مساهمات الشعب الأردني بحيث تتولى الاستثمار القادم.
كما تم عقد مؤتمر علمي متخصص شارك فيه من أصحاب الاختصاص ثلة من خيرة علماء الوطن ، يتحدث بصورة تفصيلية عن فوسفات المنطقة الشرقية واستثماره ، لا بل وتصنيعه مع غاز الريشة، ليتم تصدير منتجات الأسمدة والمواد الأخرى من الصناعات التحويلية، على أن يتم الأمر من خلال شركة مساهمة وطنية عامة تجذب رؤوس الأموال، لتكون محركا تنمويّا وطنيّا ونتج عنه مخرجات تم نشرها عبر منتدى الابتكار ومنتديات أخرى بالإضافة للمواقع الإلكترونية.
و أخيرا نجح الأمران بعد الذي تم طرحه يوم الاثنين الموافق ١٠ نيسان / ٢٠٢٣ من قبل وزارة الطاقة.
نحن نجتهد ليرقى وطننا ونعمل لكي يستمع إلينا المسؤولون ولا نريد من وراء ذلك حمداً ولا شكوراً.
المؤمّل أن يشكّل التوجه إيرادات كبيرة للخزينة وبالعملة الصعبة، ويساهم في تشغيل أعددا كبيرة من الشباب بشكل مباشر وغير مباشر، فضلا عن تحقيق مرابح للمستثمرين من الأهالي والقطاعات المساهمة.
أخيراً رأينا ما اقترحناه حيز التنفيذ ونسأل الله السداد للدولة في الاستثمار القادم ونحن جاهزون دائما لنكون جنوداً مجهولين في خدمة الأردن.