دخول السياسية الدولية بمرحلة التعددية القطبية كما تشهد عواصم بيت القرار الخليجي تحرك سياسي غير معتاد منذ
الحرب العالمية الثانية ...وهذا ما يمكن مشاهدة من واقع
حركة العلاقات الخارجية التى يقام على توثيقها ومتغيرات
الاهتمام الدبلوماسي التى تشهدها اروقتها.
فبينما تدخل الامارات بعمق بيت القرار الاسرائيلي لدرجة الاستثمار بالاندية الرياضية تدخل قطر فى المجال الحيوى للاتراك وتعيش مرحلة داعمة للنظام السياسي هناك وكما تعيش السعودية نقطة تعادل مركزية تعتبر الاولى من نوعها مع ايران وهو ما يجعل المشهد العام يغيد تقييم ميزان الحركه بالروابط السياسية بداخله ويبشر بحال احسن استثمارة بروابط عمل متداخلة ذات مرجعية مركزية واحدة .
وفى حال تم تشكيل ذلك كما هو متوقع فان بيت القرار الخليجي سيكون قد شكل ثقل جيوسياسي وازن نتيجه امتلاكه ادوات نفوذ مأثره وهذا ما قد يؤهله لبناء علاقه ذاتيه اكثر استقلالا ويجعله قادر لخروج امن من بيت الحمايه الامريكيه كما يصف ذلك بعض المتابعين ،، ،.كما ان ذلك فى مقام متصل سيجعله يقوم بانتاج علاقات ذات طابع استراتيجي متوازن مع الصين والاتحاد الروسي والاتحاد الاوروبي وهو ما سيخلصه من تبعات الاعباء الموضوعية الضاغطه الاى تقبع على كاهله نتيجة تنامي قدرته الذاتية هذا اضافه لتقليل فاتورة الحمايه اضافه لحصوله على قوه استراتيجيه نوعيه ستشكل اليه بالمحصلة الرادع الامن وكما انها ايضا ستجعله ينسج علاقات افضل فى النسارات الاقتصاديه والتنمويه المستهدفه وهى الجمله السياسية التى تاتي مع تنامى مناخات التعددية القطبيه .
وينظر البعض لعذه القراءة انها تشكل ارضية واعدة قد تجعل من بيت القرار الخليجي يبحث عن مخارج حقيقيه تعزز من استقلاله الذاتي وتجعله يعيش حالة منطلق واعد يقوم على المعادلة الذاتيه التة تقوم معادلتها على (تاصيل الحمايه وايجاد العنايه وتجسد الرعايه) ...
وهو ما يعكف على انتاجه بيت القرار الخليجي من خلال هذا التحرك الدبلوماسي النشط الذى يقوم عليه من واقع انتاج شراكات للدفاع المشترك مع الصين وفق مضمون الحمايه واستقطاب خدمات تكنولوجيه من باب العنايه مع كوريا بريطانيا والقيام بانشاء منظومه بنيويه استراتيجيه تجسد مجال الدفاع المشترك وتستقطب التكنولوجيا الاستراتيجيه مع الاتحاد الروسي والاتحاد الاوروبي وذلك تحقيق نموذج للرعايه وهى العناوين التى قد تجعل من الخليج العربي قادر للاستداره وتغيير بوصلة الاتجاة ليكون منصب للعامل الذاتي .
وهذا ما يمكن مشاهده بطريقه اوضح فى بيت القرار السعودى
الذى يقوم باعادة تقويم لنظام الضوابط الموازين وهو النظام
الذى مازال يقف على مفترق يحوي اتجاهين احداهما يقوم على التعدديه القطبيه التى تقوم على النظام التشاركي المشترك مع الصين وروسيا والاتحاد الاوروبي بينما يبقيها تدور بالفلك الامريكي اذا بقيت فيه ويبقيها تعمل وفق نظم تشاركيه دون المشاركه وهو الاتجاه الذى لا يفى برغبات امتلاكها للقوه النوويه ولن يجعلها قادرة لتحسين ظروف خطوطها الدفاعيه لكنه الاتجاه الاكثر نفوذا والاكثر امانا كونه يربطها بالقوه الاستراتيجيه التى تمتلك شرعيه القرار الاممي .
ولعل هذه المفاضله فى بيت القرار الخليجي تاتى من واقع تقدير عميق للموقف العام وذلك بعد مآلات حرب اليمن وهى الحرب التى جعلت من مسالة الدفاع المشترك مع الولايات المتحده محط تساؤل وامر بحاجه لمراجعه شاملة وذلك بعد اخفاف القوات الامريكيه لسبب او لاخر من حمايه الامن الفومى السعودى ومنابع البترول فية وهذا جعل من القياده السعوديه تبحث عن بدائل وخيارات اخرى غير التى كان عليها الامر قائم ..
وهو ذات الشان الذى قد يجعلها تقبل بالعرض الصيني الذى قدم
لها بوجبه للسعوديه دفاعيه كامله حيث احتوى على تقيم حمايه بكلف اقل سياسبا وماليا وكذلك امتلاك منظومه تكنولوجيه نوويه متطوره وهو ما قد جعل من بيت السعودي يعكف لاعادة ميزان رسم نظام الضوابط الموازين وفق تقيم دقيق للمشهد العام ..
وهى ارضيه البحث التى جعلت من هذه المعادلة معادلة صعبه وبحاجه لحسابات سياسيه معقده كونها تقوم على الاعتماد الذاتي وتدخل فى صميم معادلة الاستقلال الضمنى الذى من شانه ان يبعد دول الخليج لاول مره فى معاظلة تكوين ذاتيه شبيه بحد كبير بحركه النهوض القومي التى قادتها مصر بالعهد الناصرى اوالعراق بالعهد الصدامي لكنها مراهنه تستحق المجازفه نتيجة اامتغيرات الجيواستراتيجبه السائده وتنامى مساله الخروج من العباءه الامريكيه بعد الخروج الفرنسي ودرجه التململ التى تشهدها ساحات باكستان والهند والبرازيل الامر الذى يجعل من بيت القرار الخليجي محط رهان عربي لاول مره منذ الحرب العالميه الثانيه لكن هذا الرهان حتى يحقق امانيه ويعظم من سبل نحاجه دخول دول ذات ثقل سياسي وازن بالمحافل الدولية وحواضن عميقه زالتى تشكل عناوينها الاردن ومصر من اجل تشكيل مظلة المشرق العربي بعناوين واسعه ماثره ...
لكن هذه الحسابات بالرغم من وضوحها بالقياس اخذت ما تكون
اقل تاثير بميزان التاثير بعد الاتصالات التى اجرتها القيادة السعوديه مع القياده الامريكيه والتى تم التاكيد بموجبها ان القيادة السعوديه لم تخرج عن السياق المحدد لها عالميا كما ذهب بعض المتابعين بالتحليل والاستنتاج ولم تذهب السياسيه السعوديه بعيدا عن مركزها الذى كانت عليه فى محورها متذ نشاتها لكنها كانت تعمل ضمن احداثيه عمل موضوعه جاءت منسجمه نصا ومضمونا مع السياق العالمي المتصل الذى كان قد قضي بانهاء حرب اليمن وتامين بوابه البحر الاحمر عبر مضيق باب المندب ..
وهو الاستخلاص الذى تبين من نتائج الحديث الهام الذى دار بين ولى العهد السعودى محمد بن سلمان ومستشار الامن القومى جيك سوليفان والذى بين هذه الارضيه واطر دوافعها واعتبر سياقها ناتج عن طبيعة انهاء حرب اليمن حيث تم التوافق على تحديد دائره واحدة للاتصال السعودى الامريكي تربطه بشكل مباشر مع مجلس الامن القومى الامريكي.
على ان يقوم هذا الجسر الرابط هذا بمتابعه كل الملفات التى من شانها انهاء حرب اليمن وكذلك التفاهمات الصبنيه السعوديه و الاخرى المرتبطه ببناء قوام افضل لفضاءات علاقات طبيعيه ايرانيه سعوديه وحتى تلك الاخرى المتعلق منها بالابعاد الافتصاديه وظروفها تكوينها على ان ياتى ذلك كله من خلال ضابط الايصال (تيم ليندركنك ) والذى بدوره سيقوم بدور المستشار الشريك فى تعظيم جسر التشارك الامني بين البلدين حيث يعتبر تيم ليندر كنك السياسي / الامنى وهو المسؤول بشكل مباشر من قبل مجلس الامن القومي الامريكي عن ملف الخليج العربي /الفارسي
وهو المجلس الذى يراسه رئيس الدوله الامريكية بشكل مباشر ويقوم على تنفيذ سياساته الاذرع التنفيذيه المشتركه ايا ما كان لون الادارة الامريكية فى البيت الابيض وهذا ما يكشف عن عمق العلاقات الاستراتيجيه السعوديه الامريكيه وان كانت قنواتها اخذت قنوات امنيه بالمفهوم الضمنى وهذا ما سيرتب على جسر التواصل المشكل مزيد من المسؤوليات والاعباء ..
كما ان هذا الرابط سيجعلها تدخل بشكل متصل بجوهر القضيه الفلسطينيه كما سيجعلها تعيد ترتيب العلاقه العربيه السوريه وايجاد استخلاصات اخرى تجاه القضايا الامنيه بالخليج العربي
كما فى البحر الاحمر وهذا ما يمكن مشاهده من لقاءات جده التى كانت قد استقبلت الرئيس المصرى ومن بعد ذلك وزير الخارجيه السورى وكما تقوم ببحث عوده سوريا للحاضنه العربيه وينتظر بشكل متصل بملف القضيه الفلسطينيه من خلال استقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو ما يعنى بالمحصله ان الملف السورى سيكون على طاوله البحث كما ان الملف الفلسطيني
بات على بات على سلم الاولوية وهو ما يضع الجميع تحت
ترتيبات متوافق عليها مع مجلس الامن القومي الامريكي بطريقه مباشرة ..
وهو ما يجعل القمه العربيه القادمة التى تنعقد فى بحر الشهر القادم تنعقد بظرف مفردات سياسيه ثقيله فى ميزان التقدير وقد تحمل فى طياته مبادرة اخرى شبيه بالمبادرة العربيه للسلام لكن بمضمون سياسي مختلف بالعنوان كما بالمضمون وذلك نتيجه مناخات التعدديه القطبيه السائدة واامعطيات الجديده التى
يفرضها ميزان الاحداث.
..وهى المحصله التى طالما دعى اليها الاردن لاهمية تكوينها فى تحقيق نصره لصالح الامه وقضيتها المركزيه عندما بين اهمية بناء قوة استراتيجيه عربيه رابعه تقوم بعودة الكل العربي للحاضنه العربية لما لذلك من اهمية فى حفظ ميزان التوازن فى المنطقه وهذا ما يتطلب الاستجابه للمبادره الاردنيه من اجل عودة سوريا ودعم المبادره الاردنيه فى تحقيق نصره لصالح القضيه الفلسطينيه وتجسيد الوصايه الهاشميه على المقدسات المقدسيه بما بحفظ مستقرات المنطقه ويرسخ حالة السلم الاقليمي لمجتمعاتها ...
فهل تلتقط الفمه العربيه القادمه الرؤيه الاردنيه ومبادراتها التى تسهم بتحقيق رافعه عربيه وتقوم الامة العربيه بنبذ الخلافات الهامشيه والتسامي عن تباين وجهات النظر من اجل تشكيل قوة عربيه جيوسياسيه فاعله بما يمكنها من تحقيق درجة التوازن المطلوبه فى المنطقة ..
هذا ما نامله ما ننشده من اجل عوده الامه لبريق مكانتها بالاستفاده من درجة المتغير السائدة بيان درجة التمايز المطلوبه فى ميزان الاحداث لانصاف قضاياها وهو السؤال الذى سيبقى بجعبة القمه العربيه القادمه التى تستضيفها السعودية فى الشهر القادم ؟.