تجاوزنا مرحلة الشعارات وتوزيع العلم على السيارات وغيرها والتي لم نشهد اي اثر لها في عمان ، وتكاد فقط المباني الحكوميية والسيارات الحكومية هي التي ترفع العلم ، وهذه ثغرة خطيرة في مفهوم اسس المواطنة ورمزية تاريخ العلم وجذوره التاريخية ، وبالتالي كأننا نتحدث عن فشل سياسات التربية الوطنية ، وقد نتساءل عن مكامن هذا الفشل : هل هو في الاشخاص ؟ أو في المناهج ؟ أو في التربية المنزلية ؟ أو في مؤسسات المجتمع المدني ؟ أو في المسؤلين على اختلاف مراتبهم ؟
إذا اخضعنا هذه الاسئلة لاستفتاء حر نزيه ، فسنصل الى نتائج مأساوية تظهر فشلنا المتراكم والبعد عن جوهر الحاجة الى بناء الشخصية الوطنية وتعزيز الثقافة المنتمية .
فقط لو درسنا ما تعنيه النجمة السباعية من مفاهيم وحاولنا أن نضع من معانيها أسس تربيتنا الوطنية فستكون النتيجة اننا نضع منهاجا صحيحا لقواعد التربية الوطنية ، فواحد من دلالات النجمة السباعية هو " الشعور بالاحساس القومي " وكفى أن نتأمل بهذا المفهوم ليتفق مع منهج الدولة الاردنية في التفاعل مع كل قضايا الامة العربية ، وهنا حين نوظف هذا المفهوم فسنجد اننا نستجلي الدور الاردني المشرف عربيا ودوليا ، واذا اخذنا مفهوم " إدراك المنى والاهداف " فيعني التركيز على التربية والتعليم الناجحة في منهجها التي تقود المرء لأن يدرك أهدافه ويجني ثمار انتاجه .
وبقيت المفاهيم فيها الدلالة على أسس التربية والعمل وتمتين العلاقة بين الوطن والمواطن .
كان معرض الراية "المجد والتاريخ " جاء ليشرح هذه المفاهيم بالصورة والوثيقة بهدف أن نحول العلم الاردني الى مشروع ثقافي يستمر دائما لا أن ننتظر يومه الوطني فقط وننهيه بأمور سطحية ندعي أننا احتفلنا وكفى .
العلم هو جوهرة وطنية وذاكرة أصيلة وفيه مراجعة تاريخية للعهد العربي الاصيل ونقف عند محطات عربية فيها الكبرياء والاعتزاز .
كان المعرض في قاعة جاليري راس العين ، ثم كانت ندوة سياسية جريئة برعاية دولة فيصل الفايز انتقدنا انفسنا وتطرقنا الى مكامن الضعف والقصور ، ووضعنا توصيات لأنفسنا ، وأقترحنا الحلول ، ولكن كل شيء انتهى مع نهاية الجلسة ؟؟ وكان هناك تأكيد أننا نستطيع تقديم الافضل وأن نكون أكثر صدقا مع وطننا وقيادتنا الهاشمية .