هذا الشعار يرفعه قادة المجتمع العربي الفلسطيني في مناطق الكرمل والجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة، من مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، في فلسطين.
يحتفلون بولادة مشروع مستعمرتهم، واستقلالهم على أرض فلسطين.
أتوا من أصقاع الدنيا، وحّدتهم فكرة الحركة الصهيونية المدعومة من بلدان الاستعمار القديم بريطانيا وفرنسا قبل أن تتبناها بالكامل امبريالية الولايات المتحدة.
أتوا بدوافع مختلفة : 1- مستعمرين، 2- أو هاربين من اضطهاد القيصرية والفاشية، وفارين من آثار المحرقة النازية، 3- أو مستثمرين أثرياء، 4- أو تاركين بلا رجعة، بلدان المعسكر الاشتراكي قبل وخلال وبعد هزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي عام 1990.
احتفلوا باستقلالهم، وبناء مشروع توسعي، ما زال يتطور ويتسع، هدفه المرحلي الآن: 1- جعل القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة، 2- تحويل الضفة الفلسطينية من منطقة ذات أغلبية عربية فلسطينية، إلى منطقة غير فلسطينية، غير عربية، غير محتلة، بل يهودا والسامرة، أي جزءاً من خارطة المستعمرة، وامتداداً جوهرياً لها من البحر المتوسط حتى نهر الأردن، وذات وجود أجنبي وأغلبية عبرية إسرائيلية يهودية.
يحتفلون باستقلالهم، على حساب شعب فلسطين ونكبته، وتشرده، وفقدانه الوطن ووحدة المجتمع وغياب قيادة توجهه وتقوده، بعد أن تمزقت جغرافية سيادته المكانية والسكانية، وهويته الوطنية.
نكبة بكل المعاني والدلالات والمؤشرات والواقع، اكتملت نكبته باحتلال ما تبقى من الوطن الممزق: القدس، الضفة الفلسطينية وقطاع غزة.
النكبة الأولى عام 1948، احتلوا ثلثي وطن الفلسطينيين وأرضهم وصادروا ممتلكاتهم، وفي استكمال النكبة الأولى، تم احتلال ما تبقى عبر النكبة الثانية عام 1967.
وخلاصة قصة النكبة وامتداداتها وآثارها وتبعاتها، ان نصف الشعب العربي الفلسطيني تحت الاحتلال، مقيم صامد متمكن على كامل خارطة وطنه فلسطين، الذي لا وطن له غيره، ونصفه الآخر مشرد، منفي، يتطلع لتحقيق حق العودة.
صورة متناقضة، عكسية، يحتفلون بالاستقلال بنجاح ولادة مشروعهم الاستعماري التوسعي، والفلسطيني يتوقف أمام 75 عاماً من الوجع والمعاناة، جراء الاحتلال والتمييز والاضطهاد والقتل ومصادرة الأرض و الحرمان من حق الحياة الطبيعية كسائر بني البشر، و منع النصف الآخر من الفلسطينيين حق العودة لممتلكاتهم وأراضيهم وبيوتهم في: اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبيسان وبئر السبع.
النفاق الأوروبي الذي صنع المستعمرة على أرض فلسطين، يواصل نفاقه من خلال رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين التي هنأت قادة المستعمرة باحتفالاتهم، وتجاهلت معاناة الشعب الفلسطيني طوال 75 عاما، وجرائم المستعمرة وأفعالها المعادية لحقوق الإنسان، واحتلالها لأراضي ثلاثة بلدان عربية: فلسطين وسوريا ولبنان.
وحده صديق الشعب الفلسطيني الصحفي الإسرائيلي جدعون ليفي، كتب في هآرتس يوم 27/4/2023، مقالاً حمل العنوان: «أثناء الاحتفال بعيد الاستقلال، نحن ملزمون بالتحدث عن النكبة»، قال فيه:
«إسرائيل تحتفل بإقامتها واستقلالها، مع المعرفة أنها تفعل ذلك بقوة الشر، وأن حياتها وممتلكاتها وحريتها، قامت على حساب كرامة شعب آخر».
الكثير من البلدان الاستعمارية، ربحت وشربت نخب انتصارها، وعادت وخبت مهزومة، بفعل تسلطها وغياب العدالة الإنسانية عن سلوكها وتعاملها، كما تفعل المستعمرة الان في تعاملها مع الشعب الفلسطيني.