أثمرت البدايات العراقية، لإنتاج مؤتمري جدة يوم 14/4/2023، وعمان يوم 1/5/2023، والتداعيات الإيجابية، إلى قرار مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، يوم 7/5/2023، عن عودة سوريا إلى موقعها كعضو عامل في مؤسسات الجامعة العربية، كما كانت وستبقى.
صمود سوريا في مواجهة: المؤامرات، الهجمات التدميرية، تمزيق شعبها وأرضها، ولم يكن ذلك ليتم نحو نتائج الصمود وتحقيق إنجازات على الأرض لولا:
1- تماسك نظامها السياسي والعسكري والأمني، 2- دعم روسيا وإيران لها، 3- الخلل لدى قوى المعارضة السياسية والعسكرية، من معارضة وطنية ديمقراطية مدنية مشروعة تتوسل التعددية والمطالبة في الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، وإرساء قيم الديمقراطية، لتتحول إلى معارضة مسلحة متطرفة تقودها قوى تشكل امتداداً لأطراف إقليمية، أو تذعن لتعليمات خارجية تفتقد للأولويات الوطنية والقومية السورية.
صمود سوريا هو الأساس الذي فرض نفسه، وستحظى بالتدرج لتستعيد شرعية وجود نظامها السياسي، والتسليم به والقبول بخياراته على الأغلب رغم الشروط المعلنة بالعودة التدريجية على قاعدة خطوة خطوة، أو خطوة مقابل خطوة.
صمدت سوريا، ولكنها لم تحظَ بعد بالانتصار النهائي الكامل، لوجود قوات أجنبية على أرضها، وتنظيمات متطرفة كامنة يمكنها المبادرة وفق الظروف المتاحة للنيل مما تستطيع الوصول إليه على امتداد الحدود السورية العراقية التركية.
ما حصل لسوريا وليبيا واليمن وقبلهم العراق، بدءاً بالصومال ويمكن أن تشمل السودان إذا واصلت الصدامات فعلها لتنضم الخرطوم إلى مظاهر الخراب الذي لحق بالبلدان الشقيقة، ولم يكن ذلك ليتم إلا لمصلحة المستعمرة وسياساتها التوسعية التدميرية المقصودة في دعم الانشقاقات، وقوى التطرف بأساليب وعلاقات استخبارية، قد تكون غير مرئية، ولكنها دالة على مصلحتها في تدمير البلدان العربية، ودفعها نحو التورط في الانقسام والخراب وفقدان التوازن.
خطايا وقعت، وحماقات تسللت، وعدم إدراك ساد، على خلفية التطبيع مع المستعمرة على قاعدة المصالح الضيقة، لمواجهة إيران أو تحاشي تأثيرها، ولكنهم مثل الذي يهرب من الدلف فيقع تحت المزراب، وها هي مبادرة العربية السعودية لإنهاء القطيعة مع إيران تفتح صفحة جديدة قائمة على الاحترام المتبادل وحُسن الجوار، بدلاً من الرهان على المستعمرة، أو على الولايات المتحدة التي تنحسر عن منطقتنا العربية من أجل مصالحها في الاهتمام بمنطقة جنوب وشرق آسيا وإعطائها الأولوية.
ثلاثة بلدان محيطة بالعالم العربي هي: تركيا وإيران وأثيوبيا تحتاج لمبادرات شجاعة قوية لتحمي المصالح القومية العربية والتوصل معها إلى تفاهمات تُنهي حالة الصدام ووضع قواسم مشتركة خدمة للمصالح القومية العربية، مع هذه البلدان الثلاثة.
عودة سوريا إلى وضعها الطبيعي كعضو في الجسم العربي، يشكل نقلة لها تداعياتها الإيجابية، ستعزز مكانة العرب في مواجهة المستعمرة، وتؤدي إلى احترام الآخرين لمكانة العرب واحترام مصالحهم.