عمّان- حظي موسم دراما رمضان هذا العام بأعلى نسب متابعة في العالم العربي، وهو ما يؤكده حجم التفاعل الكبير للجمهور مع هذه الأعمال.. لكن أين مساهمة الدراما الأردنية في هذا السياق؟
يجمع فنانون ومهتمون بالشأن الفني أن وصف "الدراما الأردنية بأنها غير قادرة على الخروج والامتداد عربياً وحتى عالمياً، مجرد رأي لا يأخذ في الاعتبار الظروف الحالية الذي تعيشه الساحة الفنية الأردنية عموماً، لذلك فهو رأي غير علمي ولا منطقي، وفيه تجنِ على الفنان، بدليل النجاح الكبير الذي حققه فنانون أردنيون سابقاً ولاحقاً".
جاء ذلك، خلال لقاء حواري نظمه ملتقى النهضة العربي الثقافي، في منظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض) بعنوان: "المساهمة الأردنية في الدراما العربية في شهر رمضان بين النقد والإعجاب والتحليل.. الكثير يقال"، السبت ١٣ أيار مايو ٢٠٢٣، في مقهى النهضة بجبل عمان، وأدارته مع الحضور الإعلامية هبة جوهر التي لفتت إلى أن موسم رمضان 2023، كان فرصة مهمة أمام صناع الدراما لعرض منتجاتهم؛ خاصة وأن الجمهور في هذا الشهر مستعد دائماً لمتابعة الأعمال المميزة.
بدوره، أوضح رئيس الملتقى، باسل الطراونة، أن منظمة النهضة العربية (أرض) مهتمة بالشأن الثقافي والإعلامي والفني منذ بداية تأسيسها، مطالباً بأهمية الارتقاء بالذائقة الفنية والسينمائية التي نشاهدها على قنواتنا ومنصاتنا المختلفة، وكذلك دعم الفنانين معنوياً ومادياً ليكون قادرين على العطاء والتميز.
وحول تجربة الدراما الأردنية في رمضان 2023، أعتبر الناقد السينمائي، رسمي محاسنة، أن "الدراما الأردنية مهمة وقدمت تجربة فريدة منذ الأزل، مثل إبراز الريف والبداوة الأردنية وعاداتنا وتقاليدنا "، لكنه ذهب إلى أن المشكلة الأبرز في الدراما الاردنية والعربية ككل، أنها لا تزال محصورة في شهر رمضان فقط وتغيب باقي أيام السنة".
وبحسبه، فإن موسم 2023 الأردني، كان يفتقر للنص والرؤية والمعايير الفنية، مشيراً إلى أن الذائقة العامة في حالة "تشوه وفوضى"، مما يستدعي اليوم ضرورة تكاتف كافة الجهات الإعلامية والفنية والقطاع الخاص والمجتمع المدني لرفع وعي الجمهور وترسيخ القيم والمبادئ لديهم.
أما الفنانة نادرة عمران التي تميزت في دورها بمسلسل "الزند" بسبب قدرة بعض المؤسسات في دعم الفنان الأردني والبناء على خبراته والاستفادة منه في إبراز الجوانب الثقافية والفنية التي يتميز بها، فأكدت أن على 80% من صناع الفن والدراما بكل قطاعاتها "همهم الأول ربحي وتنفعي"، على حساب تقديم أعمال جيدة ومميزة تنافس الأعمال العربية. فيما انتقدت صناع المحتوى الذين باتوا يأخذون محل الفنانين الحقيقيين والممارسين لمهنة التمثيل، مبينة أننا نعيش "أزمة حقيقية وتدني مجتمعي طاغي له علاقة باستيراد الأفكار والقيم والفكر الاستهلاكي عربياً ومحلياً".
ورغم سيل الانتقادات التي تبعت مسلسل "مشوح وملوح" الأردني، لم ينكر لفت الناشط عمر الطراونة أن العمل لم يرق إلى مستوى الأعمال الدرامية، مشيراً إلى أن فكرة المسلسل جاءت من هموم الواقع وبطالة الشباب والظروف المعيشية التي يمر بها المواطن الأردني.
في حين أثيرت تساؤلات ونقاشات مستفيضة بين المتحدثين الذين شددوا على أهمية طرح مواضيع وقضايا جديد تواكب الساحة الفنية وتنهض بجماليات النفس البشرية، فضلاً عن ضرورة وجود إرادة سياسية لضبط الأعمال الدرامية من خلال لجان متخصصة، وأيضاً أن يكون هناك توصيف لمعايير الإنتاج الدرامي من ناحية النصوص والرؤية الإخراجية واختيار الممثلين وعناصر اللغة الدرامية.