إن إزدياد حوادث السير في الأردن وبشكل مزعج باتت ترهقنا وصارت خبرا يوميا نسمعه صباحا أو مساء ، لقد تحولت هذه الحوادث إلى ظاهرة تكلف الدولة خسائر بشرية ومادية وكل ذلك من صنع أيادينا ، ولذلك فإنه عندما تحدث هذه الحوادث وينتج عنها وفيات أو إصابات تُحدث عاهات جسيمة ، فإننا نتناسى بأن هناك إستهتار عام وبشكل كبير من قبل السواقين نظرا لأنانيتهم عندما يكونون خلف مقود سياراتهم بحيث تنعدم أخلاقهم المرورية أثناء المسير و يضربون بعرض الحائط كل القواعد التي تمنع الحوادث وتنظم المرور على الطرق .
هذا يقطع إشارة ضوئية وهذا يسير بعكس السير وهذا يسير بسرعة جنونية وهذا يحمل حمولة زائدة بأضعاف مضاعفة، وهذا يسير بحمولات خطرة على طرق غير مسموح له السير فيها في ازمنة محددة ، وهذا يقطع الشارع من مكان غير مخصص للمشاة أو سائق يلعب بالهاتف وهو يكتب رسائل حب أثناء المسير أو ينتقل من مسرب إلى أخر دون احترام أو تنبيه للأخرين ، وعندما تصير هذه الحوادث فإننا أحيانا نوجه سهامنا إما إلى الطرق أو إلى دوريات الشرطة وكأنهم هم من كانوا سببا في وقوعها .
إن الأنانية تتجلى في أعلى صورها عندما نجلس خلف مقود السيارة بحيث نصير نفتعل الإغلاقات الغير منطقية على التقاطعات أمام السواقين الأخرين مع أنهم قادرون على فتح الطريق وانتظار الإشارات الضوئية الخضراء ، كذلك عندما ندخل بسياراتنا الأنفاق فإننا نسمع الزوامير المزعجة والتي ليس لها أي دواعي سوى إحداث مزيدا من حالات التوترات العصبية وإقلاقات للراحة العامة ، والغريب انك عندما تنظر للسائق المخالف أو الذي يطلق عنان زاموره مبديا انزعاجك من تصرفه فإنه مباشرة يجحرك بعيونه ثم يرفع الهاند بريك ويتناول القنوة التي عادة ما يحرص كل الأردنيون على اقتنائها تحت كراسي سياراتهم أو بالصناديق الخلفية محل صندوق الإسعافات الأولية أو طفاية الحريق أو عاكسة الطوارئ التي عادة ما تتواجد فقط عند ترخيص السيارات ويتم استعارتها من الأخرين .
إن وجود الشرطة على التقاطعات المرورية أو الدواوير أو على التداخلات المرورية يجعل بعض المواطنون يشمئزون أحيانا وينزعجون وينسون انه لولا وجودهم وتنظيمهم للمرور لزادت نسبة الحوادث ولخرجت أيضا القناوي وتناثرت الشتائم واغلقت الشوارع بين المتشاجرين والحجازين ..
وأخيرا أقولها دائما علينا أن نتحمل اخطائهم إن اخطئوا ولكننا لن نستطيع تحمل غيابهم عن شوارعنا .
إضافة إلى أن نسبة الوفيات الناتجة من حوادث السير هذه بالأردن تكاد تصل إلى مستويات لا يوجد لها مثيل بالعالم ونسبة الوفيات منها تصل إلى أعداد تقارن بما ينتج عن الحروب بين الدول المتحاربة .
فلنتق الله خلف المقود ولنتذكر أخلاقنا ونحن نسير على أقدامنا ونطبقها أثناء سيرنا بسياراتنا .