ليس أدَّلُ على تلاحمِ القيادة والشعب من قيادتنا الهاشمية المباركة مع شعبها الأبي وقربها من تحدياته ومن آماله وطموحاته، فما يقلق الناس يقلق القيادة، وما يشكل هاجساً للناس يشكل هاجساً للقيادة، وما يفرّح الناس يفرّح القيادة، فالقيادة الهاشمية محط إجماعِ كلِّ الإردنيين، فهي قريبة من شعبها في كلِّ مناسباتهم، في أفراحهم وأترحهم، فأبواب الديوان الملكي العامر دائماً مفتوحة لكل الأردنيين، في سبيل خدمتهم والعمل على تخفيف التحديات التي تواجهم في قراهم ومدنهم وبواديهم ومخيماتهم.
وما من شكٍّ أنَّ للعائلة الهاشمية مكانةٌ خاصةٌ في قلب كلِّ أردني في الوطن والمهجر، لا وبل في قلب الأمة العربية ودول العالم، فعلاوة على شرعيتها الدينية بنسبها الهاشمي الشريف كابرا عن كابر، وعلاوة على شرعيتها التاريخية بتمسُّكها مبادئ وثوابت الثورة العربية الكبرى، وعلاوة على شرعية الإنجاز الذي تحقق في بناء دولة، صحيح أنها دولة صغيرة، لكنها قوية صلبة تتمتع بسمعة عالمية مرموقة ومقدرة، يقدرها العالم مما حذى بممثلين عن سبعين دولة في العالم بالمشاركة في الإحتفال بعرس ولي العهد المعظم، فإن هناك شرعيةٌ أخرى رابعة هامة تتمثل في بُعْدِهَا الإنساني الذي يُتوِّجُ كلَّ الشرعيات الأخرى بإكليلِ المحبَّةِ والعطاءِ والتضحيةِ، والتي أسَرَت قلوبَ الأردنيين ليبادلوا الحبَّ بالحبِّ والوفاء بالوفاء ويعبروا عن فرحتهم الصادقة بكل مشاعرهم وعفويتهم، مجددين البيعة للهاشميين منذ عهد الجد الأول المغفور له جلالة الملك عبد الله الأول ابن الحسين طيب الله ثراه، وصولاً إلى عهد صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم.
وما عرس سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني المعظم وسمو الأميرة رجوة الحسين، وعفوية خروج الناس بالآلاف المؤلفة على إمتداد الشوارع من قصر زهران وحتى قصر الحسينية تهليلاً وابتهاجاً وفرحاً إلا تعبيرا عن صدق مشاعر القلوب تجاه قيادتهم والمشاركة في أفراحهم بزفاف ولي عهدهم المحبوب الحسين وحفيد الحسين.
وقد لفتت هذه الحشود أنظار المراقبين السياسيين والديبلوماسيين على مدى الإحترام المتبادل والحبِّ ما بين جلالة الملك وبين شعبه، فقد عبّر عن ذلك سعادة سفير الولايات المتحدة الأميريكة في الأردن السيد هنري ووستر وزوجته لورا دولمان في تهنئتهم بزواج سمو ولي العهد، وكذلك الإِشادة من رئيسة الكونغرس الأمريكي السابقة السيدة نانسي بيلوسي عن قوة ومتانة علاقة الشراكة والصداقة التي تجمع البلدين واستمرارية البناء عليها.
فهذه المحبة وهذا التلاحم بين القيادة والشعب فرادةٌ يتميّز بها الأردن منذ تأسيسه، وتشكل عنواناً لإستمرارية المرحلة القادمة في عملية الإصلاح السياسي والإقتصادي والإجتماعي والإداري من أجل التحديث الذي يتطلع إليه الأردنييون لمواصلة عملية البناء والتطوير والإنجاز في مختلف المجالات العلمية والتكنلوجية والفنية وغيرها، ليكون الأردن قادراً على معالجة كل التحديات التي تواجهه وخلق فرص جديدة للشباب تسهم في خفض نسبة البطالة ورفع مستوى المعيشة.
ستبقى أفراحنا سيدة الموقف، #نفرح_ بالحسين، وحالة الفرح الإيجابية هذه يجب إستثمارها والبناء عليها لمضاعفة جهدنا وإيماننا بأنه بالعمل الجاد والمخلص نقدر أن نقدِّمَ أفضلَ وأحسنَ الإنجازات التي تسهم في تطوير الأردن وتقدمه، وإستقطاب المزيد من الإسثتمارات العالمية وجعل الأردن واجهة سياحية عالمية لا غنى عنها.