ضج الشارع الأردني على كتاب مدرسة خاصة تطالب معلماتها بالإنجاب حصرا في شهور العطلة، وكأن هذه الجموع لا تعرف أن كثيرا من المدارس الخاصة وبالذات مرحلة رياض الأطفال تجازي معلماتها بمبلغ 150 دينار شهريا وأحيانا أقل، وكأنهم لا يعلمون أن هنالك محامين بدخول شهرية تقدر بالآلاف يوظفون السكرتيرة بمبلغ 90 دينار شهريا متجاهلين قانون العمل الذي يستخدمونه في بعض قضاياهم، وكأننا أيضا لا نعلم عن الوظائف المؤقتة التي تقدمها الحكومة لحملة البكالوريوس براتب 260 دينار يبقى منه بعد خصم الضمان 243 دينار بحد أقصى، والمبلغ هذا أيضا ينطبق على مئات الوظائف في البلاد والتي يداوم موظفوها 9 ساعات يوميا بأعمال شاقة جدا في مؤسسات مداخيلها الشهرية تقدر بالملايين، ناهيك عن المصانع التي تزج فيها النساء بفتات الفتات وتحت إدارات مباشرة من مدراء هنود وبنغال لا يعرفون الكثير عن أخلاق هذه الأرض وتقاليدها.
وللأسف كل الأسف يحوم حول الفترات "التدريبية" التي يقضيها حديثو التخرج بدون أي مقابل مع أنهم يقضون الساعات الطوال في العمل المنهك، وهذا الأمر ينشط في القطاعات الصحية والهندسية بالذات، حيث أن بعض الأطباء يدفعون مبالغا ليست بالقليلة مقابل الإقامة التي لا يتقاضون فيها أي مبالغ.
الحديث في هذا الأمر يطول ويطول، ولا يمكننا تجاهله أبدا حيث أن عشرات القطاعات تقوم باستغلال عامليها بشكل رهيب بلا أي هوادة.
نعم علينا أن نواجه أنفسنا معترفين، هنالك طبقية بشكل مخيف في بلادنا، كما أن هنالك تغول من رؤوس المال على الطبقات الكادحة التي تهرس تحت وطأت أنيابهم، وهذا على مرأى ومسمع الحكومة التي تعد شريكة في الأمر بسبب قوانينها التي تحتاج لتعديل، والتي لا تبذل أصلا الكثير لتطبيقها، فيا للأسف!