يعيش الجميع لحظات تأمل في مرحلة سميّتها: "ما بعد الفرح، من حق كل مواطن أن يفسر الأمور كما يراها، لكن هناك قواعد يجدر مراعاتها:
في لحظات الفرح"الحقيقي" يفترض أن يكون الفرحان مرتاحًا، غير متوتر، فقد أعطاه الفرح قدرًا من السعادة والطمأنينة تجعلان كلامه هادئًا رقيقًا. صحيح أن بعض الأردنيين يتوتر في بعض الأعراس لدرجة التهديد، لكن هذا يحدث بشكل فردي ويصعب قبوله في حدث وطني!
وخلافًا للتوقعات، وأن مرحلة ما بعد الفرح انتظار لفرح جديد، فبعد فرح الاستقلال ينتظر الجمهور مكافآت مثل: عفوٍ أو تحسين قوانين، أو تحسين معيشة! وبعد العرس ينتظرون أطفالًا وأحفادًا يبهجون، لكن ما حدث هو زيادة في اتجاه معاكس للتوقعات؛ فما الذي يجبر أشخاصًا "فرحانين "على استخدام اثنتين وثلاثين كلمة عدوانية في مقالات هجاء محدودة العدد؟ ما الذي يجبر على الاتهامية وسحق من لم يماثلوهم في أدائهم؟ هناك احتمال بتفسيرين: الأول؛ إن فرحهم ليس حقيقيّا، فأرادوا أن يمثّلوا على جهة ما- أن الدنيا مش واسعيتهم من الفرح- طمعًا في جنة وخوفًا من عزلة - فعمدوا إلى إظهار ما لا يبطنون، وهذا قد يسميه بعض الناس نفاقًا أو تزلفّا بلهجة أخرى!
والآخر؛ أنه فرح حقيقي، أراد به صاحبه أن يحتكر منجزات الفرح وحده، ويحرم الآخرين، وهذه مناسبة لكشف أعداء الوطن والدين، وتحذير الحكومة وأجهزتها من خطر داهم حتى لو كان بسيطًا، وقادمًا من فئة قليلة أو من شخص قال: الدبكات لا تطعم الأردنيين، وأن الأردنيين يعانون! أو من كاتب آخر قال: نريد أن نفخر بمشروعات تنموية إضافة إلى تنظيم دبكات!! أو كاتب آخر طالب بجني ثمار الفرح في تحسين حقوق المواطن!
• الفرح الحقيقي يدعونا جميعًا إلى خطاب راقٍ، نجيب فيه عن أسئلة حول تحسين المعيشة والتعليم والصحة، والأخلاق والحوار دون شتائم!
• الفرح الحقيقي إيجابي وليس إقصائيّا! والحزب الوطني الحقيقي هو الذي يقيم ندوة وطنية لاستثمار الفرح في مجال تنموي، وليس بهدف الاستثمار في حفل غنائيٍ!
ماذا يحفز هؤلاء؟ هل لدى علماء النفس أو الاجتماع جوابٌ؟!!