ما زالت صورة المرحوم رزق الساهي عالقة في ذهني لم تفارقني من أربعين سنة خلت ، كان رحمه الله جزء لايتجزأ من الحركة الحياتية في المفرق، وحياة أهل المفرق الاجتماعية ، كان يسكن في وسط السوق ، وبيته بجانب معرض المرحوم الحاج بشير الخليلي للأدوات الكهربائية ، كان رحمه الله يمتلك سيارة مرسيدس 190 قديمة على تعمل على خط المفرق- الخالدية - الضليل - الزرقاء ، كنت آراه يوميا يهتم بها، كان رحمه الله على علاقة بكل فئات المجتمع المفرقي من تجار وخضرجية وشوفيرية وأصحاب المهن العادية من سمكرية وعتالين وعربجية ، يعرف دهاليز السوق وأسرار وخفايا المدينة ونفسيات الناس بحكم علاقاته المختلفة مع كل الناس وله من الأبناء المكافحين الناجحين في حياتهم الاجتماعية وبالأخص الرياضية فبالإظافة إلى المرحوم محمد أبو رزق ، كان هناك الكابتن عدنان رزق ، والكابتن علي رزق ، والكابتن علي رزق " رئيس نادي المفرق الرياضي الحالي" ، الذين كانوا لاعبين أساسيين في نادي المفرق الرياضي أيام زمان عندما وصل هذا النادي إلى الدرجة الأولى حيث لم يكن تصنيف الدرجة الممتازة معتمد في الاتحاد الرياضي ، ويحظى أبناء المرحوم رزق ساهي المشاقبه باحترام ومحبة المجتمع المفرقي بكافة فئاته وبالأخص الرياضية.....
كان المرحوم رزق الساهي يمتلك الشخصيّة المحبوبة والصفات البارزة التي تجعله متميّزا عن غيره من الشخصيّات بشكل كبير، وهي ما تجعل الناس يحتفظون بالتقدير لهذه الشخصيّة، ومن أهمّها: الصدق يعتبر الصدق من أهمّ صفات أبو محمد، وهو ما يجعله أهلاً للثقة بخلاف غيره من الناس، ما يعني أنّ رصيده من الإحترام في قلوب المجتمع المفرقي عالياً. بالإضافة إلى الاحترام؛ حيث يتمتّع هذا الإنسان المحبوب بنسبة عالية من الاحترام لكلّ شيء ولكلّ شخص من حوله، وهو ما يجعل الناس ينظرون بعين الاحترام له أيضاً؛ وذلك لأنّه يقدّر كلّ الناس سواء أكانوا صغاراً أم كباراً، وهو ما يضمن له مكانة كبيرة في قلوب هؤلاء الأشخاص الذين يبادلونه المشاعر النبيلة، وكذلك التواضع، فمجتمع المفرق العشائري لا يحبّ الشخص المغرور، وهذه قاعدة عامّة بين أهل الأردن، لذا فإنّ الناس في المفرق عادةً ما ينجذبون للشخص المتواضع الذي يحتفظ بقيمة نفسه ولكن دون غطرسة، وهو ما يجعله أقرب لقلوب الجميع، حيث إنّ التعامل معه يكون أسهل من التعامل مع الشخص الذي يتمتّع بقدر من الغرور، وكان يتمتع بالصبر رغم حالته المادية العادية، حيث يعتبر الصبر من الصفات التي يتمتّع بها قلة من الناس، وذلك لأنّه يحتاج إلى نسبة عالية من التحمّل، وهو ما لا يقدر عليه الجميع، لذا فإنّ هذا الإنسان الصبور كان محبوباً.وكان رحمه الله يتمتع باللطف والطيبة، حيث أن هاتين أ الصفتين تميّزان هذا الإنسان المحبوب عن غيره، والناس في المفرق يحبون الشخص اللطيف، وذلك بسبب الراحة التي يستشعرونها معه جرّاء معاملته اللطيفة، بالإضافة إلى أنّ التعامل معه بطيبة يجعلهم يشعرون بمكانتهم العالية، وهو ما يطلبه الناس؛ حيث إنّ أهل المفرق يفضّلون الشخص الذي يجعلهم يشعرون بشكل أفضل حيال أنفسهم، ومما كنت ألحظه في شخصية المرحوم أبو محمد رزق الساهي( رغم حداثة سني في عام ١٩٧٩ ) أنه شخص ذو تفكير عميق، ولا حظت أن أهل المفرق زمان كانوا عادةٍ ما يميلون إلى الأشخاص الذين يفكّرون بعمق وبطريقة مختلفة عن الآخرين، وهو ما يجعلهم يحظون بالتميّز والفرادة وبالتالي يتمتّعون بانجذاب الأشخاص المختلفين إليهم لما لهم من آثار استثنائية في المجتمع الذي يعيشون فيه، وعلى الأشخاص الذين يحتّكون بهم......
الكلام كثير عن المرحوم رزق الساهي المشاقبه " أبو محمد " ، والذكريات طويلة ، والحديث كبير ، ولكن هذه جزء من ذكرياتي التي شهدت أجزاء منها في أفعال وتصرفات تلك الشخصيات التي رحلت إلى خالقها ، ليس لهم سوى الدعاء والتضرع إلى الله ان يغفر لهم ويرحمهم....
رحم الله المرحوم رزق الساهي المشاقبه " أبو محمد" وأسكنه فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون....ولنا في عقبه عدنان وعمر وعلي مثال
واضح في المشاركة في تطوير النشاط والحركة الرياضية في المفرق....
عاشت المفرق وعاش أهلها ورحم الله من رحل إلى رحمة ربه ورضوانه....