اصبحت شيطنةُ النِّسويات، وكل من يتحدّث بلسانهنّ ظاهرةً بارزةً على السوشال ميديا في الآونة الاخيرة، خصوصا وأن هؤلاء والذين أحبُّ ان اسميهم ( وكلاء داعش) في الاردن مٌتأهبون دائما للهجوم على نماذجَ نسائيةٍ تُدافع عن المرأة، وحقوقها يتحرّكون بكبسةِ زر، و لتوخي الدّقة يتحرّكون باجهزة التّحكم عن بُعد، فبمجرّد ما أن يعرِفوا عن امرأةٍ نِسويّةٍ مُميّزةٍ تنطِق بالحق، يبدأ ذبابهم وتبدأ حشراتهم الالكترونيّة بالهجوم والتحرّك ضدّها، ونشر الاشاعات، وشيطنتها واتهامها بابشع التّهم، اضافة الى كتابة التّعليقات ( الوضيعة) في حقّها، وحقّ النّساء عمومًا. طبعا فهذه هي سمات العقل الذكوري، عقلٌ يرفضُ الاخر، ويُشيطنُ الحق والمدافعات عنه خصوصا عندما تكون امرأة. قُلنا و مازلنا نقول أن النِّسويّة تيّاراتٌ ومدارس، ولكل تيارٍ خطابهُ ومنهجيّتهُ، لكن هُناك دائِمًا من يبحث عن الاصطياد في الماء العَكر، من اجلِ الاساءةِ ودسّ السمِّ في الفكرِ وهذا النموذج يجد ضالّته في بعض المنشورات والصفحات التي يقوم عليها أشخاصٌ طارئونَ على الفكرِ النّسْويّ. لكن أعود وأقول دائِمًا أن المؤمِن بقضيّة لابدّ وأن يُدافِع عنها، وهناك ثمنٌ يُدفع من أجل الحصول على الحقّ، فالحقوقُ تُنتزَعُ ولا تُقدّم على أطباقٍ من ذهب. وماتزال المرأةُ العربيةُ لليومِ مُكبلةً بسلسلةٍ لا تنتهي من أغلال الاستلِاب، تعيشُ حالةً من الصّراع بين الفردية وتقاليدِ الجماعة، والايمانِ وتقاليدِ العقيدة، وبين الرّغبة والفرض. فعَينُ المجتمعِ تترصدها عندما تكتُب، وعندما تُدافع عن الحق، وهذا الشّكل التّسلطي الذي يحكم مجتمعاتنا العربية يَستشرِسُ على المرأة التي تقرر أن تُعبّر عن قضيّتها بحريّة. فلا تكفي القوانين والتّشريعات وحدها لتغييرِ النّظرةِ نحو المرأةِ ودورِها، طالما أن هذه النّظرةَ ترفضُ مغادرةَ فكرة الحريم، فالتصوّرُ الاجتماعيُ للمرأةِ العربيةِ عموماً وصورتُها القابعةُ في المّتخيّلِ الثّقافي تُعبّرُ عن بقايا التّنظيمِ القبلي، والمذهبي، والعشائري، القابعِ في النّفوسِ والسّلوك. وللأسفِ مازالت المرأةُ العربيةُ تُقاومُ هذه النّظرةَ التي تجاوزت كافّة الحدودِ الأخلاقيّةِ على شكلِ انتِهاكٍ، واغتيالٍ، ومصادرةٍ لحقّها في التّعبير.