بداية كل عام والجميع بالف خير.. واعلم ان من يدفع ثمن اضحية.. ويقف عند اضحيته لفترة كي يتم تجهيزها.. ومن ثم توزيعها.. يبتغي مرضاة الله.. وان لا احد يجبره على ذلك..
ولست هنا لاقوم مقام اهل العلم الشرعي في كيفية توزيع لحوم الاضاحي ولمن تجوز ولمن لا تجوز.. واحسبني ان شاء الله لم اتأخر كثيرا في طرح هذا الامر.. وذلك لانني راهنت على وعي الجيل بعد الجيل من حيث السعي الامثل لنيل رضا من يتم توزيع لحم الاضاحي عليهم.. وكسب دعائهم الذي هو مبتغى اي شخص يضحي..
وضعت عنوان لهذه الخاطرة من اقوال والدي عليه رحمة الله.. حين كان يُسدر ضيوفه على الطعام.. على الرغم انه كان يتحرى ان تكون لحمة الذبائح إن كانت اكثر من واحدة من نفس العمر والوزن والمرعى.. وكذلك لان اللحم ليس من نفس القيمة والشكل والهيبة..
وعلى ذلك اقول.. ان كثير من المضحين -للاسف- يقومون بتوزيع كميات صغيرة وقليلة على المستهدفين.. وذلك ليتمكنوا من شمول اكبر عدد منهم.. ناسين او متناسين ان هذه الكمية لن تكفي لعمل طبخة واحدة.. الامر الذي سيجعل الشخص -وخصوصا الفقراء منهم- لدمج اكثر من "طعمة" في الطبخة الواحدة.. وكلنا يعلم ان اللحم النيء من الصعب تمييزه من حيث التجانس.. الا اذا كان بائن بينونة كبرى من حيث اللون او حجم العظم..
وهنا سيجد الناس ان بعض اللحم تم طهيه ونضج بشكل جيد.. والاخر يحتاج الى فترة اطول.. وبالتالي قد يخسر الشخص بعضه لاستوائه كثيرا.. ناهيك عن الخسائر الاخرى من مشتقات الوقود المستخدمة.. وبدل الدعاء للمضحي.. يكون التذمر والتأفف النتيجة الحتمية..
اخواني.. يقول المثل الشعبي.. اذا ضربت فأوجع.. واذا أطعمت فاشبع.. فيا ليتنا نطعم الطعام عن حب وبكمية تكفي للفقير قبل القريب لكي تكون وجبة شبه مشبعة على الاقل..