من مدحكِ فإنّما مدح مواهب الله عندك، فالفضل لمن منحك لا لمن مدحك ، لن أكون سوا منصفاً لمن يجتهد من أجل الوطن ، فابراهيم الجازي تربى في بيتٍ تحصن بالادب والأخلاق ، وتعمق في حب الوطن ، ولبس علم الاردن حباً وتعظيماً ، كنت ولا زلت تعمل بكل وفاء واخلاص كالنخلة الشامخة تعطي تماراً طيبه ، واكفكم للمكرمات تُسطر ، كيف لا تُمدح وانت من علم البعض كيف العمل والتخطيط ، وانسلخ عن التفهات والتطاول مبتسماً للجميع .
قد اختلف معك في بعض الأمور، لكن لن تكون الأمور الشخصية طاغية على حقك في المدح ، فالوطن اهم من النعرات الشخصية ، والقيم التي عشت معها ولا زلت تعيشها اكبر من الشخصنة والأهداف ، فاعطاءك لا يُنكر وعملك الدؤؤب لا يمكن ان يغطى بغربال ، بنيت جسوراً من الثقة بين اقرانك ، لم تتجاوز حدود عملك ، ولم تكن متملقاً او صاحب اجندات ، او خالط يومك الحقد والحسد ، أجادت في الوفاء لرئيسك ، وقدمت عملاً طاهراً لمرؤسيك ، فكنت عند حسن الضن في اطروحاتك ، احبه الكثيرين وغضب عليه القليلين ، عزيز النفس كبير الهمة ، باسطاً يديه للخير ، لا يتوانى في المساعدة .
فالأخلاق لا تكمن فقط بالأقوال بل هي أيضاً بالأفعال وهي من أطباعه، كيف لا وهو ابن مشهور الجازي "رحمه الله " الذي رسم أجمل معاني الوطنية في سجلات الجيش ، وعانق المدفع والرشاش وحمل جسده شظايا الطلقات ، مات وفياً مخلاصاً لوطنه ، ليعلم أبناءه حب الوطن والتضحية ، فالكلّ مبدع إنجاز وله الحق في الثناء والمدح ، ولكلّ شكر قصيدة، ولكلّ مقام مقال ولكلّ نجاح شكر وتقدير ... لك يا ابراهيم ما تعتقد ولي ما أعتقد ولكم ايها القُراء ما تعتقدون ولي ما اعتقد .