بعض الشّعوب تنفرد بسعيها عن إيجاد ما يخدم بقائها ، فتأخذ على عاتقها دراسة المشاريع ، التّنمويّة والإقتصاديّة والحيويّة وتنسّق جهودها ، لتحقيق ما أمكن ، وفي وجه كتاب الثّروات الوطنيّة لا تختلف حاجة الماء والحصاد المائي عن حاجة الخبز والأمن الغذائيّ ، وكذلك الثّروات البشريّة التي تصنع من المُستحيل فرصة فسجيّتها " ديناميكيّة " وهويّتها وطنيّة أصيلة ، منبع للفكر والطّاقات تجوب الأرض وتعاند المستحيل لتصنع من المجد فكرة أبديّة ، ومسعاة خير تنطلق من أبواب الوطن !
قلّة كميّات الأمطار ونسب هطولها السّنويّ ، ومشاكل متعدّدة من نقص وجفاف المياه في الأردنّ ، وضع حملاً على عاتق الحكومات لتفادي العواقب والمشكلات .
أظهرت مشاريع الحصاد المائي التي نفذتها مؤخّراً وزارة الزّراعة النّظرة الشّموليّة لرؤية معالي وزير الزّراعة المهندس خالد الحنيفات ، ضمن محاور ثمانية رئيسيّة وهادفة والتي نهج بها منذ تسلمه حقيبة الوزارة ، من خلال حصد المياه وخزنها للإستفادة منها بأغراض متعدّدة ، وفيها كلّ الإستفادة من منسوب مياه الأمطار والسيول والهطول المطريّ السّنويّ ، للشرب وسقيا الماشية وقيام بعض الزراعات الصديقة للتربة المانعة لإنجرافها ، عطفاً على إنشاء مجتمعات عمرانيّة جديدة تعتمد بشكل مباشر على تربيّة المواشي والزّراعة .
إعتمدت وزارة الزّراعة على سماع الشكاوى المختلفة ، وإيجاد مواطن الخلّل ، والبحث عن برامج مُثلى لحل مشكلات نقص المياة ، وكان للحنيفات دور شخصي ومتابعة حثيثة في مختلف مناطق المملكة من شمالها لجنوبها ، لبناء الحفائر المائيّة والسّدود التّرابيّة التي تخفف عن كاهل المواطنين .
بتوجيهات ملكيّة ، وزارة الزّراعة بالتّعاون مع الجّهات المعنيّة تبحث عن تحقيق واقع إستدامة موارد المياه في مناطق المملكة ، لتنفّذ في العام الماضي ٦٣ حفيرة مائيّة و ٥ الآف بئر ، لتجميع حوالي ٣ مليون متر مكعب من المياه عام ٢٠٢٢م ، وتنتظر تحقيق أعداد مماثلة في هذا العام ، وشهدت مناطق البادية وأراضي حمّاد ومعان والمفرق بصمة نجاح مشاريع الحصاد المائي .
بلقاء جمعني مع عطوفة مدير زراعة الطّيبة المهندس سالم الخصاونة ، جرى الحديث عن مجهودات معالي الحنيفات وما يخصّ مشروع الحصاد المائي حيث بلغ إجمالي تنفيذ المشاريع حوالي ٢٠ مليون دينار ، وبجهود معالي الحنيفات المتواصلة ستشهد المشاريع دعماً أجنبياً يصل لحوالي ٤٠ مليون دينار ، للحفاظ على هذه الحفائر من مشاكل التبخّر وإستخدام الوسائل اللازمة لديمومتها وتطويرها .
وزارة الزّراعة ومن خلال ما تتركه على أرض الواقع ، وبقيادة الحنيفات لها جيناتها الإصلاحيّة والوطنيّة ، وإستطاعت أن تصل للمناطق الصّحراوية والنّائية بالبعد ، لتكون كل الأصوات مسموعة وعلى طاولة الحوار والقرار ، ويُثبت الحنيفات أن لا مستحيل أمام أبناء الأرض ليروي التّراب بيانع الفكرة والإرادة بعد الجّفاف .
حفظ الله الأردن وحفظ الله جلالة الملك عبدالله بن الحسين وولي عهده الأمين