العشائر من دعائم استقرار الدولة الأردنية في الماضي والحاضر والمستقبل، وشكلت قوة ضاربة في الدفاع عن النظام والدولة والمجتمع ومكتسبات الدولة الأردنية ،وكانت العشائر الأردنية الجهاز الرديف للأجهزة الأمنية على حد سواء في الدفاع عن الوطن ،وتساهم العشائر الأردنية في بناء الدولة من خلال انخراط أبناء هذه العشائر في جميع جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ،وفي كافة جوانب الحياة الأردنية ،ولعب أبناء العشائر دور كبير في تعزيز منظومة الولاء والانتماء للنظام والدولة والمجتمع ،ومؤسسات الدولة المختلفة ، ويلعب شيخ القبيلة أو العشيرة دور كبيىر على رأس الهرم القبلي أو العشائري للقبيلة أو العشيرة فله الاحترام والتقدير من قبل أفراد القبيلة أو العشيرة ، وهو يسعى لحل الخلافات والنزاعات بين أفراد عشيرته مع العشائر الأخرى ، ويسعى بمطالب قومه لدى أجهزة الدولة المختلفة ، وما زال شيخ القبيلة والعشيرة يملك القوة والمنعة لدى النظام السياسي الأردني ، بالإضافة لحصوله على امتيازات كثيرة ومتنوعة من قبل الدولة والنظام، فهو ذراع قوي لدى السلطة، ويسعى معها لتحقيق الأمن والاستقرار والنظام.
إن دور شيخ القبيلة والعشيرة في ظل الظروف الحالية مهم وحيوي ،حيث الفقر والبطالة لدى شرائح كثيرة من أفراد قبيلته ،ويتطلب هذا تفعيل دور مؤسسة المشيخة بالتعاون مع اجهزة الدولة ، وعلى رأسها الديوان الملكي ،ووزارة التخطيط والداخلية ،وغيرها من المؤسسات التنموية الوطنية المحلية والعربية والدولية ،لجلب الفرص التنموية ،والمشاريع في المناطق التابعة لهم ، وتطوير مؤسسة المشيخة يتطلب تطوير عمل شيوخ العشائر من خلال المشاركة في الفعاليات التنموية الوطنية ، وطرح المبادرات المحلية ، وتنمية المجتمعات المحلية ، وتقديم مشاريع تنموية للدولة ، والعمل على دعم وتاهيل الشباب وتدريبهم للحد من الفقر والبطالة في مناطق البادية الأردنية ،وتقديم الدعم للمشاريع الصغيرة وريادة الأعمال وتطوير الاستثمار .
كما أن شيخ القبيلة أو العشيرة لا يستطيع لوحده طرح الافكار والرؤى التنمية ،بل يجب أن يكون لكل شيخ مكتب دائم ،وهيئة استشارية تقدم الرؤى التنمية في كل منطقة من خلال البحث والتطوير، ولجان سياسية واقتصادية واجتماعية وتنموية وتعليمية واعلامية، تساهم في خلق النهضة والتحديث، وتطوير مؤسسة المشيخة في البادية الأردنية لتحويلها إلى مؤسسة فاعلة ، وليست منفعلة ،ومشاركة تنمويا في تطوير المجتمعات المحلية في البادية، والتي تعاني من الفقر والبطالة والتهميش رغم الفرص الكبيرة الموجودة في البادية الاردنية من الثروات المعدنية والامكانيات والفرص .