كتب اللواء الركن م الدكتور محمد خلف الرقاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي بفيسبوك منشورًا استذكر من خلاله ذكرى وفاة المرحوم اللواء الركن الدكتور قاسم محمد صالح رحمه الله.
وتاليًا ما قاله الباشا الرقاد :
في ذكرى انتقالك إلى الرفيق الأعلى... نقول :
رحمك الله يا أبا محمد اللواء الركن الدكتور قاسم محمد صالح مدير التوجيه المعنوي الأسبق وقائد الجيش الشعبي الأسبق وأستاذ اللغة العربية الأسبق في عدة جامعات أردنية .. كنت أخا كبيرا وزميلا عزيزا.. ومديرا وقائدا ناجحا.. وكنت تمنحنا ثقة شكلت دافعا لنا لمزيد من العمل... تعلمنا منك الكثير.. خدمنا بمعيتك من رتبة نقيب وحتى رتبة مقدم ركن..وحتى غادرتنا لتشغل منصب قائد الجيش الشعبي.. كنت تدفعنا لتأهيل أنفسنا... رغم اننا كنا نشعر بأننا جامعيون.. ولسنا ملزمين بالحصول على الدورات العسكرية كضباط الميدان لنصل إلى مراتب أعلى .. ولكنك دفعتنا باقناع للحصول كل الدورات التي تلزم للضابط... كنت ترفع معنوياتنا. كنت تقول لي شخصيا انت مدير المستقبل... وفعلا حصل... كنت تقول حين كنا ضباطا صغارا برتبة (نقيب).. الدورات تضيف لك كفاءة نوعية.. ومعنوية وقيادية وإدارية.. وتنمي شخصيتك العسكرية....
المرحوم ابا محمد.. قاسم باشا.. اعتز بك وانت في ضيافة الرحمن.. أفخر بالخدمة بمعيتك.. حيث كنت تضعني على المحك.. فتسند لي مهاما على درجة كبيرة من الأهمية في مجال عمل التوجيه المعنوي.. ولا داع لتفصيلها هنا... مثلما كنت تشجع زملائي الآخرين... وأكثر من ذلك.. كنت أنموذجا في دفعنا للانخراط في الدراسات العليا للحصول على الماجستير والدكتوراة _ رغم ظروف العمل الصعبة والظروف المالية والظروف العائلية التي قد لا تساعد في تلك الأيام _ وبالنسبة لي قد حصل.. وافخر بأني قد حصلت على كل المؤهلات العسكرية من الدورات العسكرية حتى دورة كلية القيادة والاركان الملكية وبتقدير وتقييم جيد جدا.. مثلما حصلت بتشجيعك... على المؤهلات الأكاديمية الماجستير والدكتوراة بمرتبة الشرف الاولى.. وقد حصل... وقد شغلت بعدك بعدة سنوات منصب مدير التوجيه المعنوي.. لتصدق رؤيتك.. وواقع تقييمك.. وسلامة نظرتك للمستقبل..
رحمك الله يا أبا محمد قاسم باشا محمد صالح.. كنت تعامل الجنود والضباط معاملة إنسانية.. لم تكن متجبرا ولا (متعجرفا).. ولا متكبرا. .وتعالج الخطأ بالتوجيه والإصلاح.. وكل الذين خدموا بمعيتك يعرفون ذلك من الجندي حتى رتبة العقيد والعميد... لكن كثيرون لم يعرفوك جيدا... عرفتك على مدى أكثر من ١٢ عاما خدمة لصيقة ومباشرة معك.. عرفتك سهلا.. ولكنك كنت ممتنعا... كنت لطيف التعامل.. لكنك كنت خشنا عند الحق.. وبخاصة عند حق من يخدمون بمعيتك.. وحق القوات المسلحة والاردن والقيادة الهاشمية.. .. كنت صاحب ارادة.. ومخلصا لعملك... ومخلصا لقواتنا المسلحة الباسلة.. ولقيادتنا الهاشمية ولمبادئ الدولة الأردنية المستندة إلى مبادئ الثورة العربية الكبرى... تفاصيل كثيرة لدي استطيع قولها.. قد تعجب أناسا.. وقد لا تعجب.. وانت في ضيافة الرحمن.. لقد حزنا عليك يوم انتقالك إلى الرفيق الأعلى.. وكانت جنازتك مهيبة عكست إعداد وجموع محبيك.. كنت لا تقطع فرضا ولا تترك صلاة... وكنت طموحا وتزرع الطموح في نفوسنا... حتى ان طموحك دعاك للتدريس بعد التقاعد لا كثر من عقد من الزمن في الجامعات الاردنية.. فكنت الأكاديمي المبدع والمتميز في تخصصك..... وتزاملت واياك كأعضاء هيئة تدريس في جامعة الزرقاء الخاصة بعد التقاعد.. .. رحمك الله وغفر لك واسكنك فسيح جناته.. ونُكْبر في اختنا ام محمد الروسان صبرها على رفقتك طوال العمر وانت في غمار العمل... متنقلا بين اربد وعمان يوميا.. ونسأل الله أن يبارك في ذريتك وابنائك وبناتك وقد ربيتهم على الإيمان والصلاح وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور محمد قاسم محمد صالح... هذه محاولة لانصافك وانت بين يدي رب العالمين.. لا نريد حمدا ولا شكورا.. ولا نقصد الا وجه الله والحق.. ولا نخشى في الحق لومة لائم... لأنك كنت تنصف من يعمل بجد واخلاص.. والمنصف هو رب العالمين.. الى جنان الخلد.. با ابا محمد
اللواء الركن (م) الدكتور محمد خلف الرقاد
مدير التوجيه المعنوي الأسبق... والملحق العسكري الأردني الأسبق في القاهرة..