يخلد التاريخ ذكرى العظماء؛ لأن التاريخ ليس أعمى فهو يعرف من يكتب ومن لا يكتب، وهم من يسطرونه بكل معاني الاستحقاق والانتزاع المشرف على مر العصور وتعاقب الدهور وسرعة العبور.
تمر الذكرى الرابعة على وفاة سليمان معروف البخيت الذي استحضر تاريخ القوات المسلحة الأردنية بعد أن أمر جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله و رعاه، بإطلاعه رحمه الله على كافة الوثائق التاريخية للجيش في بادرة فريدة من نوعها، لإيمان جلالته المطلق بقدرات سليمان معروف البخيت الإبداعية بإعادة إنتاج بطولات القوات المسلحة الأردنية، وتصويرها للأجيال الصاعدة عبر روايات وقصص تحكي رواية عظمة هذا الوطن وأبنائه على مر الزمان، فقدم رحمه الله مؤلفات فنية عبقرية، ما يسمى ب (comic)، والتي توصل الأفكار الرئيسة باختصار مفيد لمختلف الاجيال وقد قال سيدنا حفظه الله انها بجانب رأسه في غرفته الخاصة، وهذا يدل على قيم الفداء والتضحية حلما وعلما، عند قائدنا المفدى ابا الحسين المعزز وعند محبيه من أبناء شعبه الوفي.
ترأس المرحوم سليمان معروف البخيت اتحاد الطلبة في جامعته بالولايات المتحدة الأمريكية إبان أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقاد حركة احتجاج واسعة تنديدا بالتضييق على الطلبة العرب واتهامهم بالارهاب والتحقيق معهم على غير وجه حق، واستطاع ان يشكل نموذج عربي إسلامي حضاري يدافع عن الحرية لا سيما في لقائه مع الرئيس الأمريكي أوباما بحضور معالي الاستاذ ناصر جودة وزير الخارجية آنذاك ومعالي الاستاذ حسين هزاع المجالي وزير الداخلية آنذاك.
وكانت مشاركاته النوعية في منتدى دافوس، تؤكد على ريادية الشباب الأردني في التأثير على العالم وصنع التغيير.
رحم الله الأرواح البيضاء الشفافة الوثابة المعطاءة لهذا الوطن الأغلى ولهذا الإنسان الأردني الأوفى، رحمك الله يا سليمان وذكراك خالدة ما دامت الوطنية البوصلة الحقة لشرفاء العمل العام.