جاءت الورقة النقاشية الرابعة لجلالة الملك عبدا لله الثاني ابن الحسين ضمن أوراقه النقاشية لتضع اليد على الجرح الوطني وتشخص الحالة الإعلامية الحالية للأعلام الوطني الرسمي وغير الرسمي فجلالته يرنوا بتلك الورقة إلى أن يصل الأعلام الوطني إلى المرحلة التي يأخذ دوره الحقيقي في ممارسة صلاحياته .
ورفض جلالة الملك عبدالله الثاني في تلك الورقة أن يتهم الأردن من خلال المزاعم والآراء التي تدعي ان الأردن لا يقبل بالديمقراطية – كما رفض ان يكون الأردن من ضمن الدول المصنفة في خانة غير المؤهلين للتعامل بالديمقراطية وهنا يعول على الأعلام الأردني في القيام بدوره كإعلام وطني يدافع عن مصالح وسياسات الاردن العليا ولا يتخندق ويتقوقع على نفسه لان الأخر في الخارج ينظر ألينا من نافذة الأعلام إذ ان المراقب للشأن العام الداخلي والسياسة الخارجية يلحظ مدى اهتمام القيادة بالقضايا المحلية الداخلية والخارجية المتمثلة بالقضايا السياسية وتداعياتها التي تدور من حولنا ومن هنا يأتي التركيز أكثر على دور الإعلام .
كما ان الإعلام الأردني لم يؤدي دوره المطلوب تجاه مسيرة الإصلاح التي بدأت قبل الربيع العربي هنا في الاردن وظهرت واضحة للعيان فيما بعد إذ لا يعقل ان ننتظر أملاءات الإعلام الخارجي أو دروس تقوية بالإعلام لكي يودى ما هو مطلوب منا كإعلاميين .
ان ولادة الكثير من النقابات واللجان التي شكلت أو تأسست بحراك وطني شعبي أو بغير ذلك من قرارات حكومية أو من خلال وقفات اعتصامية للمحافظة على الحقوق العمالية في الاونه الأخيرة لم يكن وليد الصدفة وإنما من خلال المواطن الصحفي الذي يلعب دور المساند للإعلام المتخفي أحيانا والظاهر أحيانا أخرى كإقامة مشاريع تعود بالنفع والفائدة على المواطن بالوصول إلى الحقائق التي غاب عنها الإعلام مما يوجب هنا الوقوف على الثغرات الإعلامية ومعالجتها لتصل الحقيقة إلى المواطن إذ ان الدور المناط بتلك المؤسسات الاعلامية هو إيصال الحقائق دون التعرض إلى السياسات السرية التي تخص امن الوطن بكل شفافية .
عندما يقوم جلالة الملك بزيارات إلى الخارج ونحن نلحظ اصطحابه للإعلاميين في جولاته الداخلية والخارجية لكي يقوموا بما هو مناط بهم من دور ومسوؤلية فهذا جزء من الديمقراطية الحقيقية التي تمكن الاعلامي من تجسيده للدور المواطنة الفاعلة والقيام بواجبه كما يمليه عليه ضميره ومصالح الدولة العليا ولكن التساؤل هل قام هذا الاعلامي بالقيام بالدور المطلوب منه على أكمل وجه .
ان الإعلام الأردني مطالب بتطوير الخطاب الديمقراطي والنموذج الذي يعكس الهوية الإعلامية الأردنية ومدى حاجات الأردني من المؤسسات الإعلامية وطموحاته وإمالة التي يود الوصول إليها من خلال الأفكار التي تعين الإعلامي أو الصحفي على تجذير الديمقراطية الحقيقية ومنح فرص أكثر واكبر عدالة والوقوف بمسافة واحده من الجميع لتحقيق تلك الآمال والطموحات .
لبناء أردن قوي يجب ان يكون الإعلام اقوى ويوضح للناس الواقع والمستقبل وان لا يتخلى عن دوره الحقيقي فمسؤولية الوطن كبيرة حتى عند المعارضة الوطنية لأنهم بالنهاية هم شركاء في صنع القرار حيث الأفكار العديدة أفضل من الفكرة الواحدة وتجسيد الرؤية الملكية بتعظيم الانجازات ووضع خطة إعلامية وطنية يتشارك بها الجميع من باب التشبيك لمواجهة المعيقات والقفز عن العثرات إما من يحاول إخفاء تلك الأفكار ووضعها بصناديق مغلقة فهو كمن قتل وطن وهو لا يستحق ان يعيش فيه .
على وسائل الإعلام المحلية ان تجعل مصلحة الوطن هي العليا والتدرج بثبات بخطوات فاعلة والخروج بالديمقراطية بمفهوم الإعلام الرسمي لان هذا البلد يؤمن بمكوناته ومكوناته تؤمن بالديمقراطية وكل الإعلام أعرج إذا لم يؤمن بأفكار جلالة الملك التي تجعل منه إعلام تثقيفي حيث يجب إعادة التعامل مع المفردات التقليدية والاستعاضة عنها بمفاهيم ومصطلحات ومفردات حديثة وفتح الحوار الإعلامي بين المؤسسات المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني وتعميق الحوار للوصول إلى ميثاق إعلامي وطني جديد يسهم في بناء الوطن كما على الإعلام تبني نشر البرامج الحزبية لان إيصال تلك الأفكار إلى المواطن هو قمة المصارحة والمكاشفة التي تحض عليها تلك الورقة وتقوم بحث الناس على المشاركة السياسية لأنها من جهة حق للجميع وكفلها الدستور ومن جهة أخرى مسؤولية وواجب وخصوصا صب الجهد على العمل العام الاجتماعي .
المطلوب من الإعلام الأردني ان يشخص مكامن الخلل ويربط بين كل القطاعات مع بعض لترجمة هذه الورقة على ارض الواقع للوصول إلى دولة مدنية متحضرة تشجع كل القوى الإعلامية على اخذ دورها في مثل هذه الظروف وخصوصا ونحن مقبلون على وجوه جديدة وطلاب جدد على مقاعد الدراسة في الجامعات وان تأخذ بالحسبان تدريسها وعلى الإعلام عاتق ترجمتها فعليا وعمليا من خلال تنفيذ ما أتى بها من عناوين وأفكار لتحصين الجبهة الداخلية الوطنية وتفعيل دور المواطنة الفاعلة وخصوصا ان الشباب بحاجة إلى إعلام يتناسب وطبيعة المرحلة وان تكون الخطابات جوهرية لكي تترسخ الديمقراطية لأنه لا يمكن بناء إعلام حقيقي دون أعلام ديمقراطي لأننا لسنا بحاجة إلى إعلام قاتم لا يمثل الأردن بل إعلاما يقدم الأردن إلى كل العالم برمته إعلام متوازن يأخذ بوصلته الحقيقية