لا يزال الغباء السياسي مستمراً واستراتيجيات الفوضى العمياء التي تحاول الدول المتهالكة ومنظماتها ومليشياتها التي تعتاش على المخدرات والدماء والطائفية البغيضة تستخدمها ويحاولون النهوض مع علمهم الاكيد ان مصالحهم تلتقي مع مصالح العدو قبل الصديق ، ورغم صراخهم وصراخ من يدعمهم وحروبهم الكلامية المستمرة التي لا تنطلي على احد ، الا انهم يسعون دوما الى نشر الفوضى والفساد العقلي وفكرهم الطائفي في كل مكان .
ورغم الجهود التي يقوم بها الاردن منذ اندلاع الازمة على حدوده الشمالية والوقوف مع الاشقاء ومعارضة جميع الحلول العسكرية والمناداة بالحل السياسي والمحافظة على وحدة وسلامة الاراضي السورية ، واستقباله لاعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الفاريين طلبا للامن ، الا انه اصبح في مواجهة مع التهديدات الامنية التي خلفتها الحرب والانفلات الامني ويبذل جهوداً كبيرة للحفاظ على امنة واستقرارة ومنع انتشار الفوضى والارهاب والمتطرفين وفلول المليشيات الطائفية ، وما زال يبذل الجهود ضمن الاطار العربي والعالمي لاعادة سوريا الى الصف العربي واحلال السلام واعادة اللاجئين طوعا ، الا ان الاراضي السورية وما عليها من المنظمات ومليشيات شيعية وجماعات وفلول داعش ومافيات الحروب لا يزالون يتحركون بكل حرية بالقرب من الحدود الاردنية في ظل غياب تام للدولة السورية وجيشها واجهزتها الامنية ويحاولون العبث بما يمتلكون من امكانيات بكيان راسخ قوي يمتلك العزيمة والقوة والجيش والاجهزة الامنية التي تسهر ليلا ونهارا مدافعة عنه وعن الاقليم والعالم من خطر داهم لا يضبطة دين ولا اخلاق ولا قيود سياسية ولا اتفاقيات ، ولا زالوا يدفعون بعناصرهم الى الموت على الحدود الاردنية ، وما استمرارهم وتطوير وسائلهم لايصال المخدرات والاسلحة والمتفجرات عبر الطائرات المسيرة والوسائل المبتكرة المختلفة الا دليلا قاطعا على غض البصر الواضح من الدولة السورية وفشلها في القيام بواجباتها وتامين الحدود واحترام الاتفاقيات الثنائية بين البلدين .
ورسالتي لكل من يفهم بطريقة غير صحيحة صبر وحنكة وعقلانية واحترافية الاردن وقيادتة وشعبه المتماسك وجيشة واجهزتة الامنية القوية في المجابهه ، فقد استطاع بفضل من الله ثم بما يمتلك من ارادة وعزيمة وقوة ووسائل حديثة وتكنولوجيا فائقة ان يوقف الفوضى والدمار الذي اجتاح المنطقة سنين طويلة بعيدا عن حدودة في حين فشلت دولاً كثيرة ، وهو قادر على الوصول لكل من يهدد أمنة بكل ما يملك وفي كل زمان ومكان ، فألاردن نظام سياسي محترم ويحترمه المجتمع الدولي ومرتبط باتفاقيات دولية وعربية واسلامية لا يحترمها الا العظماء وصبره لن يطول اذا استمرت التحديات والاختراقات والمحاولات الفاشلة للحدود وخياراته كثيرة ولكن الخيار الافضل هو المواجهة ضمن اطار اقليمي وعالمي كونة اصبح الخط الاول في الدفاع عن العالم والاقليم لمواجهة المماطلة وانتشار المليشيات المسلحة وتزايد اعدادها وتزايد عمليات التهريب لذلك لا بد من تدمير مراكز ومصانع صناعة المخدرات واقتناص كبار المخططين ، وتفكيك شبكاتها وضرب سلاسل التهريب وقطعها ضمن منطقة الاهتمام ، والاستمرار بالضغط على الدولة السورية لفرض سيطرتها واحترام الاتفاقيات الدولية والثنائية بكافة الوسائل المتاحة ، بالتزامن مع السعي لايجاد تحالف دولي لمواجهة هذه الآفة وبتعاون اقليمي واسع حماية للمنطقة والعالم من انتشار المخدرات والتاثير على الامن والسلم الاقليمي والعالمي ومنع ايران من تنفيذ مخططاتها في نشر الفوضى والفكر الشيعي المتطرف مع الاستعداد والتلويح لطرح خيار المنطقة العازلة ان لزم الامر بعد ان تخلت روسيا عن اتفاقية خفض التوتر في الجنوب السوري وترك الساحة للاعبين جدد .
اما انتم يا ابناء القوات المسلحة الاردنية -الجيش العربي والاجهزة الامنية نقّدر وقفتكم وشجاعتهكم وسهركم على حماية الحدود ومنع كافة المحاولات من الوصول وايصال سمومهم بالقوة فالدولة الاردنية بقيادتها الهاشمية الفذّه وشعبها الابي يقفون معكم في الصف الاول والشكر الموصول لرئاسة هيئة الاركان المشتركة لدعمها المتواصل للتشكيلات والوحدات العسكرية وبتوجيهات القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية -الجيش العربي وتزويدها بكافة المتطلبات الدفاعية والتحديث المستمر للمنظومات المختلفة فيها حتى اصبحت قادرة على تنفيذ كل ما يطلب منها وفي كافة الظروف لمنع كل من تسول له نفسة العبث بالامن الوطني الاردني ، ليبقى هذا الوطن عصياً منيعاً حراً عزيزاً عربياً هاشميا باذن الله تعالى .