تشهد الجامعات والصروح العلمية على امتداد الأسابيع والأيام الماضية احتفالات بتخريج أفواج الخريجين من أبنائنا وبناتنا وتكريم المتفوقين, هذة المواكب التي تضم كفاءات وطنية طموحة الى ميادين العمل والبناء والمشاركة في المسيرة الوطنية في مختلف القطاعات والتخصصات في ظل اهتمام القيادة الحكيمة لاستثمار الموارد البشرية.
مواكب الخريجين تضعنا جميعا امام مسؤولياتنا بصدد ماذا عملنا تجاهها من مشاريع ومبادرات طموحة واقعية تهدف إلى الاستفادة من الطاقات الشبابية لان الشباب وسيلة التنمية وغايتها, فالشباب يسهمون بدور فاعل في تشكيل ملامح الحاضر واستشراف المستقبل, والمجتمع لا يكون قويا إلا بشبابه والأوطان لا تبنى إلا بسواعد شبابها, وذلك عندما يكون العنصر البشري معد بشكل سليم واعيا مسلحا بالعلم والإيمان والانتماء والولاء, عندها سوف يصبح أكثر قدرة على مواجهة تحديات العصر وأكثر استعدادا للمستقبل.
كشفت بيانات صادرة عن دائرة الإحصاءات العامة بشان معدل البطالة ارتفاعا كبيرا في معدل البطالة بين الأردنيين, وتعد فئة الجامعيين من حملة البكالوريوس فأعلى الفئة الأكبر في نسبة المتعطلين امام هذا الواقع الصعب وامام شح الموارد والأزمات المتعددة التي نعيشها وعدم كفاية الاستثمارات الحكومية في الدولة وارتفاع نسبة الدين العام وتراجع المنح والدعم الدولي للأردن وتزايد الطلب على مشاريع البني التحتية فانه لابد من إيجاد شراكة حقيقية وعملية بين القطاع العام والخاص وان تتجه الحكومة إلى التركيز على مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص من منطلق المسؤولية المجتمعية والمواطنة الصالحة لأنها الحل الأمثل لتجنب زيادة المديونية والعجز للموازنة العامة وتساعد على تشغيل الأيدي العاملة وتخلق فرص عمل لتشغيل الشباب العاطل عن العمل وتحقيق النمو الاقتصادي, التحديات الاقتصادية في مجال الطاقة المتجددة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمياه لا يمكن تحقيقها إلا من خلال شراكة فاعلة وحقيقية بين القطاعين وذلك لخلق فرص عمل لتشغيل العاطلين عن العمل وزيادة النمو الاقتصادي.
نتطلع إلى مبادرات ريادية تساعد الشباب الجامعي والعاطلين عن العمل بتطوير مهاراتهم والاستفادة من دورالقطاع الخاص في هذا المجال وذلك بالتشابك مع الجامعات الأردنية وانطلاقا من مسؤوليتهم الاجتماعية وخدمة المجتمع. وذلك ترجمة لتطلعات وتنفيذ لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني حفظة الله وسمو ولي العهد حفظة الله بدعم قطاع الشباب وتاهليهم وتزويدهم بالمهارات الأساسية التي تساعدهم على توفير فرص عمل تتناسب ومؤهلاتهم وعلى الجامعات ان تتبنى تحقيق الريادة الاكاديمية من خلال برامج متكاملة من اجل تحقيق مستهدفات التنمية الوطنية وتعزيز التنافسية بين الطلبة والخريجين وتاهيلهم لسوق العمل وفق افضل الطرق والاساليب بما يسهم في ايجاد جيل مميز ومبدع قادر على المنافسة والتميز اقليميا وعالميا.