في حادث بشع، تحولت إجازة أم إلى كابوس بعد تعرضها لهجوم من سمكة قرش في مدينة دهب بجنوب شبه جزيرة سيناء، ما أسفر عن بتر الذراع اليسرى لها بالكامل.
وقررت السلطات المصرية إغلاق الشاطئ، وتشكيل لجنة لتقييم الموقف والوقوف على أسباب الهجوم، تماماً مثل الإجراءات التي حدثت عقب هجوم سمكة قرش في الغردقة، يونيو (حزيران) الماضي، على سائح روسي (23 عاماً)، ما أسفر عن وفاته بعدما التهمته بالكامل.
وتخضع الناجية من هجوم سمكة قرش دهب، وتدعى زينب أحمد عبدالقادر (34 عاماً) للعلاج والرعاية بمستشفى في شرم الشيخ، وحالتها مستقرة عقب خضوعها لجراحة عاجلة، حسب الصحف المصرية، وهي تقيم في مدينة الإسكندرية، وكانت في عطلة عائلية أثناء وقوع الحادث.
وكانت زينب تسبح على بعد 24 متراً من شاطئ "اللاجونا"، وفوجئ مرتادو الشاطئ بصراخ قوي، وتمكن المنقذون من نجدتها من أنياب الفك المفترس، وهو من نوع "تايغر" أو "النمر-Tiger Shark"، أي من نفس الفصيلة التي التهمت السائح الروسي في الغردقة.
وقامت المحميات بالتعاون مع محافظة جنوب سيناء وغواصي دهب بدوريات بحرية لاصطياد سمكة القرش.
وقررت السلطات المصرية الاستعانة بخبراء أمريكيين، وصلوا إلى الغردقة منذ أيام، لدراسة السلوكيات غير الطبيعية لأسماك القرش، من خلال تركيب أجهزة تتبع استوردتها مصر بملايين الدولارات، عقب حادث السائح الروسي.
وتعتبر حوادث افتراس القرش للإنسان نادرة للغاية، وتعود أسباب اقتراب قرش النمر من الشواطئ لـ3 أسباب، إما إلقاء السائحين بعض المأكولات لأسماك القرش بهدف تصويرها، وتكمن الخطورة في أن مثل هذه المحاولات تسهم في تغيير السلوك الغذائي الخاص بهذه الأسماك المفترسة، والثاني إلقاء بعض السفن الحيوانات النافقة من الأغنام والماشية في البحر، فتتبعها تلك الأسماك لتأكلها، والثالث يكمن بعملية الولادة، إذ تقوم إناث القرش بالبحث عن أماكن آمنة من الأعداء الطبيعيين.
ويجب ضرورة التوعية بأن أشهر مايو(أيار) ويونيو(حزيران) وأغسطس(آب) وسبتمبر(أيلول) هي أشهر الولادة بالنسبة لأسماك القرش النمر، ويجب أن تتولى فرق مهمة مراقبة الشواطئ والإبلاغ في حال رؤيتها ومنع السلطات للنشاطات البحرية في تلك الفترة، إذ تفضل أسماك القرش هذه التواجد على عمق يتراوح من 4 لـ6 أمتار، لإتمام عمليات الولادة، لذلك يجب نشر الوعي لدى السائحين والسفن السياحية ومرتادي الشواطئ، لتجنب مثل هذه الحوادث. وتستوطن أسماك القرش النمر مختلف مناطق البحر الأحمر، فهي لا تأتي من مكان لتهاجم في مكان آخر.