تُبتلى البلدان النامية بأنظمة بالية استبدادية، تعمل على تقسيم المجتمع وتبديد مقدراته العامة، وتكريس الجهل والتخلف والظلم، فيكون من أهم إفرازاتها الفوضئ والتفكك والصراعات البينية.
لا تساعد أنظمة الحكم العائلية والسلالية والقبلية والمناطقية والعرقية..على استقرار بلدانها، بقدر ما تتسبب في تأخرها وضياعها. البلدان محمية دوما بوعي أبنائها لا بالجماعة الحاكمة.
التخلف من أكبر عوامل انهيار البلدان، في حين يساهم الوعي في فرص استقرارها واستدامتها، إذ لا تدوم الدولة في البلد المغتصب سلطاته من قبل جماعة متخلفة، لا تطمح بأكثر من دوام بقائها على كرسيها.
المجتمع الواعي يمتلك جيشا واعيا، مدركا لمسؤولياته وواجباته الوطنية، في حين المجتمع متدني الوعي يمتلك جيش غير مؤسسي يسعى للدفاع عن هرم السلطة، هنا تبدو الفجوة أكثر اتساعا بين الدولة المؤسسية القوية والدولة غير المؤسسية الآيلة للسقوط.