يقول صاحب القصة كان هناك أموالا كثيرة في أحد الكهوف المظلمة والتي تعود لوقف المسلمين، وكان هناك ٣ حراس يحرسون المال لكي يستفيد منه جميع الناس فكان الحراس دائماً ما يفكرون في مستقبلهم ومستقبل أبناءهم ويقولون في أنفسهم من سيتولى عائلتنا بعد وفاتنا...!
ذات ليلة كان الكهف من أعلاه يحتوي على فتحة تطل على الكهف وتم إغلاقها بلوح خشبي وهذه الفتحة تمكن أي شخص من الدخول إلى الكهف وسرقة المال الموجود فيه وكانت فترة سقوط أمطار حينها...
جاءت زوجات الحراس كالعادة بالطعام وكل واحدة منهن تحمل حزنا وغضبا على سوء الأحوال، فطلبن من أزواجهن المال لشراء بعض الحاجيات وفجأة هطل المطر بشكل كبير فمتلأ الكهف بالماء وكان هناك فتحة من جانب الكهف فأخذت المياه تجرف المال بوسط ذهول الحراس وزوجاتهم وكل واحد منهم ينظر للآخر وماسيفعلوا هل يأخذون المال أم يرجعونه وبعد تفكير طويل أرجع الحراس جميع الأموال إلى الكهف من سقفه وبعد هذه الحادثة أصبحت الزوجات أكثر حدة وأكثر غضبا فالمال كان قريبا منهن وحياة الرخاء تلاشت بمجرد إرجاع المال.
فبدأت الزوجات رحلة من الإقناع بأن المال من حقهم إلا واحدة فقد فكرت أن المال حق للجميع وأن الله لن يبارك المال الحرام أبدا فأصبحت توجه زوجها للحق قدر الإمكان وكانت مرشدة لزوجات الحراس الآخرين بأن تفكيرهم بهذا الشكل سوف يودي بحياتهن قررت زوجات الحراس نبذها ونبذ زوجها وعدم الحديث معها ومحاربة ما تقول.
وفي يوم من الأيام بينما كان أحد الحراس غائبا اجتمع الحراس مع زوجاتهم وفكروا بسرقة القليل من المال عندما يكون الحارس الثالث غير موجود فكانت الخطة أن يربط أحد الحراس زوجته ويدخلها من سقف الكهف وتجمع أكبر قدر ممكن ويسحبوها ويتقاسمون المال فاشترى كل منهم ما يرغب وتيسرت أحوالهم بوسط ذهول الحارس الثالث.
فقال الحارس الثالث في نفسه: كيف استطاع زملائي تحسين أوضاعهم وكيف يتصرفون فصلى واستعاذ بالله وطلب من الله أن يفرج همه ويزيل غمه ويسدد دينه ويحقق أحلامة.
ومضى عام كامل من النعيم الذي يعيش به الحراس مع زوجاتهم ونفذ المال من الترف والرخاء الذي عاشوه،
ففكرت الزوجات في الكثير من المال وخططن ولم يعلمن ..
"أن كل الأفكار تحت نظر الجبار"
فقالت الزوجات نحن اعتدنا على الرخاء والحياة الجميلة ولانرغب أن نعيش كما كنا سابقا فالحل هذه المرة أن نسرق ذهبا أكثر .
فقال الحراس : إذن سنخرج زميلنا الثالث ليجلب لنا الطعام وسوف نسرق المال وخططوا جيدا لهذه المرحلة فكانت الخطة أن كل واحد منهم عليه ربط زوجته وينزلها في الكهف وتجمع كل ما تستطيع أخذه وفي هذه المره لن يتقاسموا بل يكتفوا بما جمعته زوجاتهم وفعلا نفذوا الفكرة.
وعندها تساقط المطر طلبت الزوجات من الحراس تأجيل الأمر لكن الحراس أصروا أن هذا أنسب وقت ليتم الأمر خصوصا أن الجميع مشغولون بالمطر وفعلا ربط الحراس الحبل وأدخلوا زوجاتهم من أعلى الكهف وبينما هن مشغولات بتجميع المال والحراس ينظرون إليهم من أعلى تفاجأ الحراس بسيل كبير أدخلهم إلى الكهف وأخذ الماء يملأ المكان وسط صرخات الزوجات وذهول الحراس من هذه النهاية.
وبعد فترة من الزمن رجع الحارس الثالث ليفاجأ بموت زملائه وزوجاتهم غرقا.
فسبحان الله ..!
خططوا وتجبروا فلما بلغ أعلى جبروته قصم الله ظهره..
"ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"
مهما أعطاك الله من فرص فإن الله يستر وإذا تمادى العبد قسم الله ظهره.