" واصل المسير " الحروف الأولى تسطر قصة نجاح طالبة من طالبات الصف التاسع في مديرية تربية لواء بصيرا .
كفراشة رقيقة عندما تلتقيها تهدهد روحك ، وجهها الطفولي البريء يضفي على المكان هدوءًا ، وطمأنينة ، تلتقيك بإبتسامةٕ جميلةٕ تنطلق منها روح متفائلة ، لها من إسمها نصيب "اميمة" وهي الإمامة ، والقيادة .
إلتقيتها في مدرستها مريم البتول الحاضنة الثانية، لها بعد أسرتها فكان حوارنا الشيق حول وليدها الأول ( واصل المسير), والذي تمنت ان يصبح عائلة فيما بعد.
كاتبتنا الصغيرة هي" أميمة فايز البشايرة" صاحبة الأربع عشرة ربيعـًا ، طالبه الصف التاسع ، تحدثت إلينا بشغف الطفولة ، وثقة الكتاب ، وفصاحة الشعراء ، فغردت قائلة في السنة الماضيه رأيت زميلاتي يرتدين رداء التشاؤم ، أحلامهن سوداوية بالرغم من ضرورة تغليفها باللون الوردي ، فلمعت الفكرة في ذهني ، وقررت أن أكون انا المتفائلة فيما بينهن ، ومن خلال إقتباساتي التي إقتبستها من حياتي كون الحياة عبارة عن نصوص ، ودروس نتعلم منها دوماً ، فقد كنت أصحو على صوت القلم يناديني : لماذا لا تكتبين ،أنت حقاً ستبدعين ، ومن هنا بدأت الكتابة ، ،بدات ألملم قصاصاتي الورقية ، وأحتفظ بها ، وأعرضها على والدي كمدرس للغة العربية ، وعلى والدتي ، و معلمتي نڤين الخمايسة معلمة اللغة العربية، قوبلت محاولاتي الأولى بالقلق ، لكن سرعان ما تغيرت مشاعرهم الى التحفيز ، والدعم المعنوي ، والتشجيع على المضي قدماً ،وانطلقت عازمة على جمع تلك القصاصات في كتاب يحمل إسمي ، وبالفعل بدات وكوني أحد أعضاء غرفة الموهبين في مدرستي ؛ فقد وجدت التشجيع ايضا من مديرتي الفاضلة سهير الزيدانيين ، و مسؤولة غرفة الموهوبين المعلمة أسماء عيال سلمان ، وبالفعل بدأت رحلتي الحقيقية بتجميع القصاصات ، وتنقيحها لغوياً ،وإملائيًا من قبل الأستاذ محمد تيسير العودات من مدرسه بصيرا الثانوية للبنين ، ومن ثم تم التواصل مع دار النشر ( أروقة الفكر ) ، والذين أبدوا إعجابهم بكتاباتي ، وتمت طباعة الكتاب خلال أسبوعين .
وعبرت أميمة عن فرحتها العارمة عند تسلمها الكتاب ، ورؤيته لأول مرة خاصة أنها من إختارت العنوان وشكل الغلاف بكل حب .
وتحدثت والدتها المعلمة الفاضلة جواهر الزيدانيين عن إبنتها بحبٕ وفخر قائلة: أميمة فتاة منظمة تستغل اوقاتها بكل حكمة ، متفائلة ، صاحبة مبدأ ، وغير مترددة بالرغم من صغر سنها فقد أصرت على كتابة ( واصل المسير) فقابلنا إصرارها بالتردد في البداية ، ولكنها بدات تعرض كل ما تكتبه على والدها كونه مدرسـا للغة العربية، ورويدًا رويدًا بدأت أقتنع بروعة كتاباتها ، وتغير موقفنا من التردد الى التشجيع فأصبحت تحتفظ بكل ما تكتبه إلى ان جمعت الكتاب الذي خرج إلى النور بفضل إصرارها ، وإيمانها بموهبتها .
وبأمومة ملفتة تغلفها ابتسامة محبة تحدثت عنها مديرتها الفاضلة سهير الزيدانين قائلة أميمة طالبة متميزة واثقة بنفسها ، شخصيتها قيادية ، وتمتلك روح إيجابية عالية ، وصاحبة نظرة بعيدة المدى لا تتوانى عن المشاركة في كافة المسابقات التي تطرحها مدرستها مؤكدة على دعمها الكامل لموهبتها .
فيما أثنت عليها معلمة غرفة الموهبين أسماء عيال سلمان قائلة أميمة من أوائل الطالبات في غرفه الموهوبين فهي حائزة على مراكز متقدمة على مستوى الجنوب في مسابقة تحدي القراءة ، كما أنها تمتلك موهبة جميلة في الرسم الثلاثي الأبعاد ،ولديها شغف المشاركة في جميع الأنشطة الثقافية ، والتعليمية على مستوى المدرسة ، أو اللواء ، أو الاقليم ، كما ساعدت في إعداد برمجة لبعض البرامج التطبيقية ، كل ذلك بالإضافة لموهبتها المتميزة في الكتابة ، والتي جعلتها قادرة على اصدار هذا الكتاب .
نعم هي كاتبتنا الصغيره التي خرجت من الجنوب ، وبالتحديد قرية بصيرا التي تزخر بالمبدعين، و المبدعات في شتى مجالات الحياة ، هذه القرية النائية والتي كانت عاصمة الآدوميين ، و تميزت بالإبداع ، والعطاء المستمر أدبيًا وثقافيًا ، فهي تحتضن عشرات الشعراء ، والأدباء ، وحفظة القرآن ، وعشرات المؤلفات ، ومئات الأطروحات العلمية .
ولقد حظيت بأن تكون عاصمة الثقافة الأردنية في العام 2019 لتشكل لوحة فسيفسائية جميلة للعلم ، والحضارة .