سيبقى حديث جلالة الملكة رانيا العبد الله لقناة ال CNN الامريكية تاجا على راس كل انسان شريف في هذا الكون ،كما انه حقيقة دامغة لايمكن لاية قوة في الارض انكارها فقد عبرت جلالتها بكلمات قليلة ومدروسة ومنطقة ، وعلى الهواء مباشرة ،عن معاناة الامة العربيه عامة، والشعب الفلسطيني خاصة ، من الظلم العالمي لقضيته العادلة ، التي تعتبر الأكثر عدالة على وجه الارض ،وعلى مدى عصور التاريخ القديم والحديث.
ومما يؤكد ذلك ان جميع وسائل الاعلام العالميه ، المشاهدة والمقرؤة والمسموعة ،وبكل لغاءت الارض ، تناقلت حديث جلالتها ، كما استقبله كل شرفاء العالم بالترحاب ، مؤكدين للقاصي والداني ، ان الملكه رانيا العبد الله ، تحدثت باسم كل المظلومين والمضطهدين في هذا الكوكب ، لدرجة انها اصبحت الناطق الرسمي الانساني باسمهم جميعا ، خاصة ابناء شعب فلسطين الذي يدفع ثمن تمسكه بارضه ووطنه، دماء تخضب ثرى فلسطين الطهور، فضلا عن الآف الايتام والارامل والمصابين ،كل ذنبهم انهم ولدوا في غزة .
لقد عبرت جلالتها بشجاعه ، وعقلانية وموضوعية ، عن واقع القضية الفلسطينية ، ومعاناة شعبها،التي استمرت عقودا ، وبلغت ذروتها مؤخرا ، على شكل اعمال وحشيه غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، كما قالت جلالتها ، اذ استشهد حتى اليوم قرابة السبعة الآف فلسطيني عالبيته العظمى من الاطفال والنساء ، خلال عمليات القصف اليومي التي لم يحدث مثيلا لها الا في الحرب العالميه الثانيه ، لدرجة كما قالت جلالته ان عائلات باكملها تم ابادتها ، فضلا عن تسوية أحياء سكنية كاملة بالارض .
ولم تتناول جلالتها في حديثها الناحيه الانسانيه فحسب بل انها اشارت الى الجانب السياسي حين اكدت على المعايير المزدوجة لقادة العالم الغربي في التعامل مع ماسا ة شعب غزه ، اذ تدعم الدول الغربيه اسرائيل في عدوانها على المدنيين ، ولكنها تتغاضى تماما عن سقوط الالاف من الضحايا من اطفال ونساء وشباب غزة باسلحة قوات الاحتلال الاسرائيلي ، ضد شعب اعزل ومحاصر. لقد بلغ اجرام اسرائيل ذ روته كما بلغ الصمت العالمي عنه ذروته، مما جعل جلالتها تتساسل " لماذا عندما ترتكب إسرائيل هذه الفظائع، فإنها تأتي تحت شعار الدفاع عن النفس؟ ولكن عندما يكون هناك عنف من جانب الفلسطينيين، فإنه يُسمى إرهابًا على الفور؟ هل كلمة "إرهابي" محفوظة حصرًا للمسلمين والعرب فقط؟" لقد فضحت جلالتها بصريح العبارة كل القوى المتآمره على شعب غزة والشريكة في العدوان عليه ، حتى اصبح منظر دماءالابرياء امرا عاديا لديهم في غياب اي شعور انساني عما ترتكبه اسرائيل بحق الابرياء من اطفال ونساء الغزيين .
صحيح ان الصدمة كبيره ولكن الاكبر من هذه الصدمه هو غياب الضمير عمن اقاموا الدنيا ولم يقعدوها بعد وهم يتحدثون عن حقوق الانسان في الحياة وفي العمل وفي الخريه وفي ان يكون له دولة ، ولكنهم ضربوا بكل ذلك عرض الخائط حين يتعلق الامر باسرائيل .
نعم ان مايجري في غزة هاشم غير مسبوق في العصر الحديث سواء من حيث حجم الكارثة او من حيث صمت المجتمع الدولي عن المجرمين الذين يرتكبون مجازر يوميه دو ن خجل او وجل ،وعلى مراى من كاميرات العالم كله دون ان يتحرك العالم الغربي ، ليس لوقف العدوان فحسب بل حتى يرفض ادانته . لقد سقط الغرب حين تخلى عن مبادئه التي تضمنتها دساتير دوله ونص عليها الاعلان العالمي لحقوق الانسان ..
وسيبقى باعيننا كذلك حتى يستعيد وعيه ويتحرك لوقف المجازر التي تدور حاليا في قطاع غزة شكرا جلالة الملكه رانيا فقد تحدثت باسمنا جميعا ، وسيبقى حديثك مشعلا للحق والحقيقه ، وستبقى كلماتك نارا تحرق قلوب الاعداء ، ومنارة لكل شرفاء الارض ، ليعمل الجميع معا على تخليص شعب فلسطين وكل الشعوب التي تعاني في العالم من الظلم الواقع عليها ومن الكيل بمكيالين شكرا ياملكة قلوب الاردنيين ، لقد ملكت قلوبنا فعلا ياجلالة الملكه–ام الحسين - ..لقد انتهجت جلالتك نهج جلالة الملك عبد الله الثاني -ابو الحسين - الذي خاطب العالم كله في قمة السلام وتحدث بشجاعه وموضوعيه عما يحدث في غزة , ودعا العالم للتحرك فورا لوقف المجازر التي يشهدها قطاع غزة ، واحلال السلام القائم على الحق والعدل في كل فلسطين هنيئا للاردن بجلالة الملك وجلالة الملكه.. شكرا لله على ما انعم به علينا من قيادة هاشميه غير مسبوقه التي شهد لها العالم كله بانها ..
صوت الحق والحقيقه والكلمة الصادقة التي تعبر عن مشاعر كل الامة العربيه وكل شرفاء العالم.